أطفال غزة يموتون جوعًا.. والعدوان مستمر بصمت العالم
أطفال غزة يموتون جوعًا.. والعدوان مستمر بصمت العالم
غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل قلعة صمود ومقاومة في وجه العدوان الصهيوني، آلاف الأطفال يصرخون جوعًا، وأسر بأكملها فقدت أحبتها تحت الركام، والمستشفيات عاجزة عن تقديم العلاج للمصابين بجروحهم وسوء التغذية.
الحصار المستمر والعدوان المتواصل يحوّلان كل يوم إلى مأساة إنسانية جديدة، بينما العالم يراقب بصمت، هذه ليست أرقامًا على ورق، بل وجوه وأرواح حية تنزف، تصرخ، وتموت في صمت.
أطفال على حافة الموت
الصحة في غزة سجلت حالتي وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفل صغير، كل وفاة ليست مجرد رقم، بل براءة انتهت، حياة انطفأت قبل أوانها، ومستقبل تلاشى مع آخر لقمة.
إجمالي ضحايا سوء التغذية وصل إلى 455 شهيدًا، بينهم 151 طفلًا، أكثر من 17 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد، وبعضهم فقد القدرة على الحركة أو التركيز بسبب الجوع الشديد، المستشفيات ممتلئة عن آخرها، وأسرّة الطوارئ والأدوية تكاد تنعدم، ما يجعل كل يوم تحديًا للبقاء على قيد الحياة.
جيل كامل على المحك
وكالة الأونروا أكدت أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعف بين مارس ويونيو 2025 بفعل الحصار والقيود المشددة على دخول الغذاء والمستلزمات الطبية.
خلال هذه الفترة، أجرت الأونروا 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وتم تسجيل 5,500 حالة سوء تغذية حاد شامل وأكثر من 800 حالة حادة ووخيمة، الآثار أبعد من الجوع، إذ تهدد النمو العقلي والجسدي للأطفال، وتترك آثارًا طويلة الأمد على مستقبل المجتمع الفلسطيني. كل طفل يعاني اليوم هو الوطن كله في خطر.
العدوان مستمر بلا رحمة
منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة في 7 أكتوبر 2023، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 66,148 شهيدًا، بينهم آلاف الأطفال الأبرياء، مع 168,716 إصابة.
خلال الـ24 ساعة الماضية فقط، استقبلت المستشفيات 51 شهيدًا و180 إصابة جديدة، بينما لا يزال عشرات تحت الركام أو في الشوارع، والطواقم الطبية عاجزة عن الوصول إليهم بسبب الدمار الشامل ونقص المعدات، العدو يواصل جرائمه بلا توقف، وغزة تواصل صمودها رغم الألم والمعاناة.
غزة وجوه وأرواح صامدة
كل رقم في الإحصاءات يحمل قصة مأساوية: الطفل الذي يئن جوعًا، الأب الذي فقد ابنه، الأم التي تمسح دموعها على وجه طفلها المريض، غزة اليوم ليست مجرد بيانات، بل وجوه حية، أصوات تصرخ، وقلوب تنزف.
هذه المأساة تحتاج تحركًا عاجلًا، صوتًا عالميًا، ودعمًا فعليًا قبل أن يُمحى آخر خيط أمل، كل يوم تأخير يعني وفاة المزيد من الأبرياء، وزيادة حجم الكارثة الإنسانية، لكن غزة ستظل صامدة، شامخة، ومقاومة رغم كل الصعاب.
موقع 21سبتمبر .