🇾🇪 الموقف اليمني.. نموذج مشرّف وثابت في دعم القضية الفلسطينية


في زمنٍ تتهاوى فيه المواقف وتتبدل فيه المبادئ، يثبت اليمن – شعباً وقيادة – أن دعم القضية الفلسطينية ليس شعاراً إعلامياً عابراً، بل هو التزام إيماني واستراتيجي لا يقبل المساومة، ولا يُستدرج للمناكفات السياسية أو الحسابات الضيقة.

الموقف اليمني تجاه فلسطين لم يكن يوماً تكتيكاً ظرفياً، بل هو امتداد طبيعي لهوية الأمة وروحها النضالية، يتجسد بوضوح في المواقف الصريحة لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، الذي عبّر في أكثر من خطاب عن عمق الالتزام اليمني بهذه القضية العادلة.

وفي كلمته الأخيرة، قال السيد القائد:

“العدو الإسرائيلي يستمر بكل همجية ووحشية وإجرام إلى درجة عجيبة تكشف حقيقته الإجرامية.. فلو كان كل مصاصي الدماء الصهاينة وشركاؤهم الأمريكيون القتلة المجرمون عبارة عن وحوش من وحوش الغابة، لكانوا قد سئموا من نهش لحوم الناس في قطاع غزة.”

هذا الوصف القوي يكشف ليس فقط بشاعة ما يرتكبه الاحتلال في غزة، بل يُعرّي أيضاً الانهيار الأخلاقي والسياسي الذي تعانيه معظم الأنظمة العربية، والتي لم تكتفِ بالصمت، بل تجاوزت ذلك إلى التطبيع المهين، وتقديم الدعم غير المباشر للعدو الصهيوني تحت مسميات شتى.

في المقابل، لم تُسجّل أي من الأنظمة العربية، باستثناء اليمن، موقفاً مبدئياً صلباً في إسناد الشعب الفلسطيني ونضاله العادل. هذا الفارق الجوهري بين من يصطف مع فلسطين ومن يخذلها، سيظل وصمة عار تلاحق المتخاذلين، وسيسجله التاريخ للأجيال القادمة كي لا تُخدع بالشعارات الزائفة.

وما يبعث على الأمل، أن الموقف اليمني لم يعد وحيداً، بل بدأت أصوات حرة من شعوب العالم، ومواقف من مؤسسات ومنظمات إنسانية، تعبّر عن تضامنها الصادق مع غزة وفلسطين، رغم التواطؤ الدولي المخجل في كثير من الجوانب.

اليمن، رغم ما يعانيه من حصار وعدوان، يواصل تأدية واجبه القومي والديني والإنساني في نصرة المظلومين. وبثباته على هذا الخط، يفضح الأنظمة العربية التي باعت فلسطين، ويُقدم نموذجاً حقيقياً لما يجب أن تكون عليه مواقف الأمة.