تساؤلاتٌ مشروعة..
عبدالمنان السنبلي/كاتب يمني
من الذي يدجّن الشعوب العربية..؟
من الذي يزوّر وعيَها ويتلاعبُ بأفكارها..؟
من الذي يثبّطها..؟
من الذي يكبحُها ويفرملها..؟
من الذي يحرّض بعضَها على بعضها الآخر..؟
من الذي يحُوْل بينها وبين توحدها واجتماع كلمتها..؟
أليست هي هذه الأنظمة العربية الحاكمة..؟
لو سألت أُمَّـة العرب فردًا فردًا، لأجابوا في غالبيتهم بصوت واحد وقالوا: بلى..
إنها هذه الأنظمة بعينها..
بل، وأكّـدوا جازمين على ذلك..
طيب..
عندما يصل الناس إلى قناعة تامة بأن لا أمل في هذه الأنظمة الحاكمة المتسلطة والعميلة أن تستفيق أَو تستعيد الوعي أَو تتحَرّك حتى حركة واحدة..
عندما يصلون إلى قناعة بأن لا حَـلّ لهذه الأُمَّــة في استعادة عافيتها وكرامتها واعتبارها ودورها الإنساني والحضاري إلا بزوال هذه الأنظمة واقتلاعها من جذورها..
عندما يصل الناس إلى هذه القناعة، ثم، وفي خضم ذلك، يطلع لك من أوساطهم من يسفه عليهم باسم الدين والإسلام هذه القناعة، بدعوى أن طاعة هؤلاء الحكام واجبة شرعًا..
وأن معصيتهم جريمة..
وأن الخروج عليهم كبيرة من الكبائر..
بالله عليكم،
هل هذا إنسان سوي..؟!
وهل هو بهذا يمثل الإسلام الصحيح..؟
يعني: طول السنة يحدثك ويذكرك ويحذرك بأن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..
وحين يأتي الأمر على هذا الحاكم العربي الخائن العميل والمتآمر والموالي لأعداء الإسلام يقول: لا، أطع الأمير ولو جلد ظهرك أَو أخذ مالك..!
يا مولانا: غـ..ـزة تذبح من الوريد إلى الوريد على مرأى ومسمع من هؤلاء الحكام دون أن يحرك أحد منهم ساكنًا، وأنت تقول: أطع ولى الأمر..!
يا مولانا: غـ..ـزة تحاصر وتجوع، وأموال المسلمين تبدد وتنفق على مواسم الترفيه والضياع بإرادَة ورغبة من هؤلاء الحكام، وأنت تقول: أطع ولي الأمر..
يا مولانا: المراقص والملاهي وأماكن اللهو والفسق والمجون تُعمَّر على حساب المساجد والجوامع بقرار ملكي أَو جمهوري من هؤلاء الحكام، وأنت تقول: أطع الأمير..
يا مولانا: «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها»، وهؤلاء الحكام ما برحوا كُـلّ يوم يشعلون جدوتها ويؤججون شررها، وأنت تقول: أطع الأمير ولو جلد ظهرك..
يا مولانا: الهُوية الإيمانية جار العمل على طمسها، والقيم الإسلامية جار العمل على مسخها بما يتناسب مع رؤية الأمير التحديثية، وأنت تقول: أطع الأمير..
يا مولانا: الإسلام في خطر بفعل سياسات وممارسات هؤلاء الحكام المنافية لقيمه وأخلاقه وتعاليمه السمحاء، وأنت تقول: أطع الأمير..
أطع هؤلاء الحكام..!
يا مولانا: إن كنت تقول ذلك اعتقادا منك أن هذا هو الإسلام الصحيح الذي جاء به محمد بن عبدالله ـ عليه وعلى آله الصلاة والتسليم، فأنت واهـم وغلطان..
وأما إن كنت تقوله نفاقًا وسعيًا منك لإرضاء أَو خطب ود هؤلاء الحكام، فعليك وعليهم من الله وملائكته ومن الناس أجمعين ما حَـلّ على أبي لهب وأبي جهل وكل من على شاكلتهم من اللعنة والنقمة معًا..
قللك: أطع الأمير..
قال..!