من المكاتب إلى الميادين.. القطاع الرسمي يلبّي نداء التعبئة استعداداً للـ”المعركة الفاصلة”

من المكاتب إلى الميادين.. القطاع الرسمي يلبّي نداء التعبئة استعداداً للـ”المعركة الفاصلة”


تقرير|محسن علي

لم تعد ساحة التعبئة العامة في اليمن مجرد شعارات تُرفع، بل تحولت في مختلف المحافظات والمكاتب الحكومية إلى خلية نحل من الحراك الشعبي والقبلي وواقع ملموس يتجسد في حراك شعبي ورسمي واسع النطاق ، يهدف إلى بناء جيش شعبي رديف للقوات المسلحة، قادر على حسم أي مواجهة قادمة, وتحت شعار “طوفان الأقصى”، الذي أصبح بوصلة التحرك ومصدر الإلهام، تتسارع وتيرة التدريب والتأهيل في مختلف المحافظات، معلنةً أن اليمن قد دخل مرحلة جديدة من الإعداد لخوض الجولة القادمة من معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضد قوى العدوان الأمريكي-السعودي-الصهيوني وأدواته الرخيصة ,مما يعكس تلاحماً جغرافياً وشعبياً غير مسبوق.

 

تصاعد زخم التعبئة العامة

استجابة لدعوات النفير العام والنكف القبلي وفي ظل التحديات الراهنة التي تواجه الأمة والوطن، يتصاعد زخم التعبئة العامة كركيزة أساسية لتعزيز الصمود الوطني وترسيخ الهوية الإيمانية, حيث شهد الأسبوع المنصرم حراكاً واسعاً في مختلف المحافظات والقطاعات الرسمية والشعبية، تجلت أسمى صور الاستجابة لنداء الواجب الديني والجهادي من خلال تنظيم دورات “طوفان الأقصى”، والمناورات العسكرية حيث بلغت 4 مناورات و3 مسيرات عسكرية مسلحة, وسط تدافع عدد من موظفي المؤسسات للالتحاق بدورات الطوفان بمراحلها الثانية والثالثة.

 

جهوزية قتالية ومعنوية

تعكس هذه الأنشطة المتواصلة حالة متقدمة من الجهوزية القتالية والمعنوية، وتؤكد على الموقف اليمني الثابت والمبدئي في نصرة القضية الفلسطينية، والوفاء لتضحيات الشهداء، والاستعداد المطلق لمواجهة أي عدوان والدفاع عن سيادة الوطن في أي جولة قادمة, مجددين العهد بالوفاء لدماء الشهداء القادة وكل الشهداء العظماء، والمُضي على نهجهم في الجهاد والتضحية، والاستمرار في التعبئة، وتعزيز الجاهزية.

 

مناورات بالذخيرة الحية.. استعراض رسائل الردع

تجسيداً للمهارات المكتسبة ورفعاً لمستوى الكفاءة القتالية، نُفذت عدة مناورات وتطبيقات عملية لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في عدد من المناطق، فقد شهدت عدة محافظات خلال الأسبوع  الماضي مناورات عسكرية وتطبيقات قتالية نوعية لخريجي دورات “طوفان الأقصى”، عكست المستوى المتقدم من التدريب والانضباط والمهارات القتالية.

ففي العاصمة صنعاء، نفذ 300 مقاتل من خريجي دفعة “الشهيد محمد الغماري” في مديرية بني الحارث مناورة رمزية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حاكت عمليات الإغارة على مواقع افتراضية للعدو، مؤكدين جهوزيتهم لمواجهة “قوى العدوان والاستكبار”.

وفي محافظة صنعاء، وتحديداً في مديرية الحيمة الداخلية، نفذ خريجو المستوى الثاني من الدورات تطبيقاً قتالياً أشمل، تضمن تكتيكات الإسناد الحربي والإخلاء الطبي، بحضور وإشراف ضباط من المنطقة العسكرية المركزية، حيث أعلن مدير المديرية عن جاهزية ما يقارب 10 آلاف مقاتل من أبناء القبائل رهن إشارة القيادة.

أما في محافظة صعدة، فقد جسدت المناورة العسكرية في مديرية باقم الدقة في التصويب والقدرة على اقتحام المواقع المحصنة، حيث أكد الخريجون استعدادهم لتنفيذ أي خيارات تتخذها القيادة الثورية,هذه المناورات لم تكن مجرد استعراض، بل رسائل عملية موجهة للأعداء بأن أي تصعيد سيواجه بقوة شعبية منظمة ومدربة.

 

مسيرات ووقفات تؤكد الولاء والجهوزية

بالتوازي مع التدريب العسكري، خرجت القبائل اليمنية في مسيرات حاشدة ووقفات مسلحة لتجديد العهد والولاء، والتأكيد على ثوابتها الوطنية والدينية.

ففي محافظة إب، خرجت قوات التعبئة في مديرية المشنة في مسير شعبي مهيب، أعلنوا خلاله استمرار برامج التأهيل وحذروا من أي محاولات للتآمر أو التخابر مع الأعداء، مؤكدين أن “العواقب ستكون وخيمة”.

وفي محافظة ريمة، نظمت قبائل بني ناحت بمديرية الجبين وقفة قبلية مسلحة تلاها مسير راجل، مجددين العهد للشهداء ومحذرين “العدو الأمريكي والإسرائيلي وأدواتهم” من أي تصعيد ضد اليمن وغزة. كما شهدت مديريتي مزهر وبلاد الطعام بالمحافظة مسيرات مماثلة رددت هتافات “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل”.

أما في الساحل الغربي، وتحديداً في محافظة الحديدة، نفذ 150 من طلاب مديرية كمران مسيراً راجلاً أكدوا فيه أن انخراطهم في الدورات يأتي ترجمة لتوجيهات قائد الثورة واستعداداً للمشاركة في “معركة تحرير الأقصى”.

 

من المكاتب إلى الميادين.. مؤسسات الدولة تلتحق بركب التعبئة

لم يقتصر زخم التعبئة على الجانب الشعبي، بل امتد ليشمل مؤسسات الدولة بهدف رفع الوعي وتنمية المهارات لدى كوادرها، غير أن اللافت في هذا الحراك هو انخراط القطاع الرسمي ومؤسسات الدولة بشكل فاعل، مما يعكس رؤية استراتيجية لدمج القدرات المدنية والعسكرية, حيث دشنت وزارة النفط والمعادن دورة عسكرية لـ 120 من موظفيها، مؤكدة أن الدفاع عن الوطن مسؤولية الجميع.

كما أطلقت الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس مرحلة جديدة من دورات التعبئة لكوادرها، بهدف بناء كادر مؤسسي يجمع بين الكفاءة المهنية والوعي الإيماني, وحتى المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بأمانة العاصمة، نفذ موظفوها مناورة تطبيقية بعد تخرجهم من الدورات العسكرية، مؤكدين استعدادهم للانخراط في المعركة.

 

رسائل الوفاء والولاء

وأكد المشاركون أن انخراطهم في الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” يأتي ترجمة عملية لتوجيهات قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وحرصاً على رفع مستوى الجهوزية والجاهزية القتالية والروحية، استعداداً للقيام بواجبهم في الدفاع عن الوطن ونصرة المستضعفين في كل مكان.
وجدد خريجو دورات التعبئة العهد مع الله والقيادة بأن أبناء مديرية كمران سيظلون طوع توجيهات القيادة، وعلى أهبة الاستعداد للمشاركة في معركة تحرير الأقصى والمسرى المقدس، والثبات على الموقف الإيماني المبدئي في مناصرة الشعب الفلسطيني حتى تحقيق النصر.
ودعا المشاركون الشعوب العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتها الدينية والتاريخية تجاه فلسطين، والجهاد في سبيل الله، مؤكدين أن كرامة الأمة وعزتها مرهونة بتمسكها بخيار المقاومة ورفضها لكل أشكال التطبيع والارتهان لقوى الاستكبار.

الطوفان اليمني القادم 

هذا النفير العام الذي تشهده الساحة اليمنية، بمكوناتها القبلية والرسمية، لا يمثل مجرد رد فعل على الأحداث الجارية، بل هو تأسيس لمرحلة جديدة من الاستعداد والمواجهة، يعتمد فيه اليمن على قوته الشعبية كعامل حاسم ورادع, برسالة موحدة وواضحة، تؤكد القبائل اليمنية أنها اليوم أكثر قوة وتلاحماً واستعداداً من أي وقت مضى للدفاع عن سيادتها ونصرة قضايا أمتها، وأن أي مغامرة من قبل “محور الشر والعدوان” ستواجه بـ”طوفان يمني” لن يتوقف حتى تحقيق النصر.

 

يمانيون.