الشتاء يتحول إلى فخ قاتل في غزة… تحذيرات حقوقية من استخدام البرد والحصار كأداة إبادة جماعية


حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن الاحتلال الإسرائيلي يمضي في توظيف فصل الشتاء كسلاح إضافي ضمن حربه المستمرة على سكان قطاع غزة، عبر تعميق معاناتهم الإنسانية وتركهم مكشوفين أمام مخاطر البرد والأمطار وانهيار المنازل، في ظل حصار خانق يمنع إدخال أبسط مقومات الإيواء الآمن. وأكد المرصد، في بيان صدر اليوم الإثنين، أن القطاع يقف على أعتاب كارثة إنسانية وشيكة مع دخول فصل الشتاء، حيث يواجه مئات الآلاف من المدنيين خطر الموت المباشر نتيجة انهيار منازل تضررت بنيتها الإنشائية بفعل القصف المتواصل، دون وجود أي بدائل سكنية صالحة للحياة. وأوضح أن التغيرات الجوية المصاحبة للشتاء، من أمطار ورياح وانخفاض حاد في درجات الحرارة، ترفع احتمالات انهيار المباني المتصدعة، ما يجعل البقاء داخلها مقامرة بالحياة، في وقت يُجبر فيه السكان على خيارات قسرية، إما الاحتماء داخل منازل مهددة بالسقوط في أي لحظة، أو اللجوء إلى خيام بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية من قسوة الطقس. واعتبر المرصد أن هذا الواقع لا يمكن فصله عن سياسة الحصار ومنع إدخال مواد الإيواء، مؤكدًا أن الاحتلال يستخدم هذه الإجراءات كأداة تنفيذية ضمن جريمة الإبادة الجماعية، عبر إنتاج بيئة معيشية قاتلة تستهدف المدنيين بشكل مباشر، وتسعى إلى تدمير البنية السكنية وتجريد السكان من حقهم في السكن الآمن والحياة الكريمة. ولفت إلى أن منع إدخال المساكن المؤقتة ولوازم الإيواء الأساسية لا يندرج ضمن اعتبارات أمنية، بل يمثل تكتيكًا منهجيًا لإحداث تهجير قسري طويل الأمد، من خلال محو مقومات البقاء ودفع السكان إلى الرحيل تحت ضغط الخوف والبرد والجوع. وشدد المرصد على أن إخضاع الاحتياجات الإنسانية الأساسية لأي اشتراطات سياسية أو أمنية يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للضغط على الاحتلال من أجل رفع الحظر المفروض على إدخال المساكن المؤقتة إلى قطاع غزة. كما دعا المقرر الأممي الخاص المعني بالسكن اللائق إلى توجيه نداء رسمي وفوري للسلطات الإسرائيلية، يتضمن تحذيرًا واضحًا من أن الاستمرار في منع مواد الإيواء خلال فصل الشتاء يرقى إلى مستوى القتل العمد بحق السكان المدنيين، ويشكل جريمة جسيمة تستوجب المساءلة الدولية.