كواليس الموج الأحمر .. تصعيد عدواني سعودي يخدم أجندة العدو الصهيوأمريكي

كواليس الموج الأحمر .. تصعيد عدواني سعودي يخدم أجندة العدو الصهيوأمريكي


مناورة الموج الأحمر ، التي اختتمتها السعودية مؤخرًا ليست مجرد تمرين عسكري روتيني لتعزيز الأمن البحري، بل تحمل أبعادًا استراتيجية سياسية عميقة، من خلال التنسيق مع قوى إقليمية ودعم غربي، تعمل الرياض على تنفيذ أجندة تصبّ في مصلحة العدو الصهيو_أمريكي، بينما تسعى لتطويق النفوذ اليمني المقاوم في البحر الأحمر وإخضاع ممراته الحيوية لتأثير تحالفاتها الجديدة.

طبيعة التصعيد العدواني

مناورة الموج الأحمر ، أقيمت في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي السعودي، بمشاركة أفرع من القوات البرية والجوية ووحدات حرس الحدود، بالإضافة إلى قوات بحرية من دول مطلة على البحر الأحمر مثل الأردن، مصر، جيبوتي، السودان، وفصائل المرتزقة اليمنيين .

رتبت الرياض هذه المناورة في إطار التنسيق مع العدو الصهيوأمريكي، لتكون قريبة من مسرح عمليات القوات البحرية اليمنية التي كسرت هيبة العدو في البحر الأحمر،  وتكون قادرة  على مراقبة الممرات البحرية الحيوية، وهو ما لا يمكن فصله عن سياق الخطة الأوسع لتعزيز النفوذ البحري والتدخل في خطوط الشحن الدولية.

حاولت االسعودية تغطية الهدف الرئيسي من هذه المناورة وروجت عبر إعلامها الرسمي أن الهدف من المناورة هو تعزيز أمن البحر الأحمر وحماية الممرات البحرية الاستراتيجية، وضمان حرية الملاحة، بينما أكد خبراء عسكريون ومحللون أن هذه الشعارات تخفي نوايا أوسع ألا وهي التصعيد ضد اليمن، وفرض سياسة بحرية متشددة تخدم مصالح أمريكا وإسرائيل، وليس بالضرورة المصالح العربية المستقلة.

 

خدمة سعودية مدفوعة التكاليف للعدو الصهيوأمريكي

لم تذكر التصريحات الرسمية السعودية صراحة التنسيق الأمريكي أو الإسرائيلي في هذه المناورة الأخيرة، إلا أن وجود مثل هذه المناورات الكبيرة، ضمن سياق تحركات أمريكية في البحر الأحمر، يؤكد بحسب مراقبين ووفق تحليلات صحفية، بأن الهدف الحقيقي من هذه المناورات ليس فقط مصلحة سعودية، بل جزء من استراتيجية أوسع تدعمها واشنطن وتل أبيب للهيمنة على الممرات المائية.

في الكواليس، هناك تحالفات بحرية متينة، السعودية ومصر وقّعتا مؤخرًا بروتوكولًا لتوسيع التعاون في الأمن البحري، يشمل تنسيقًا لوجستيًا وتشغيليًا وتبادلًا للضباط والعمليات البحرية المشتركة.

هذه الشراكة المصرية _ السعودية ترسم ملامح تحالف بحري إقليمي يخدم مصالح دولية أيضًا، خاصة في حماية خطوط شحن الطاقة والتجارة التي تهم الدول الغربية.

سياسيون من صنعاء، أكدوا على أن هذه المناورات ليست مفصولة عن مشروع الهيمنة الصهيوأمريكي، بل إنها تأتي في سياق العمليات المتفق عليها تمهيداً لتدخل أوسع في البحر الأحمر يخدم مصالحها، وبعض التحليلات الإعلامية، تذهب أبعد من ذلك، معتبرة أن مناورةالموج الأحمر ، تهدف فعليًا إلى التهيئة لمواجهة صنعاء ومحاولة تقويض نفوذها وسيطرة القوات البحرية اليمنية البحري، لأنها لن تستطيع أن تقوم في الحقيقة بما عجزت عنه القوات البحرية الأمريكية والإسرائيلية ، ولكنها مناورة تهدف إلى فرض واقع جديد من شأنه أن يمكن القوات البحرية للعدو الصهيوأمريكي من استعادة التموضع في البحر الأحمر ولا علاقة لهذه المناورة بما تم الترويج له بأنها تهدف إلى حماية الملاحة الدولية .

بهذه الرؤية، تصبح المناورة أداة ضغط للعدو في محاولة منحه شرعية لتحقيق أهداف سياسية، وهي استعادة السيطرة على البحر الأحمر من جهة، وتقييد قدرة اليمن على تهديد السفن التي تخدم العدو الإسرائيلي أو المصالح الغربية.

 

تحذير يمني شديد اللهجة

القيادة الثورية والسياسية في صنعاء ردّت بتحذير شديد اللهجة من أي حماقة عسكرية، معتبرة أن هذه المناورات تمثّل مخاطر حقيقية على سيادتها ومصالحها البحرية.

هذا التحذير ليس مجرد كلام سياسي، بل يعكس استعدادًا حقيقيًا للرد في حال رأت أن المناورة تتحول إلى تهديد أو اعتداء.

كما أنها تشير إلى أن اليمن لم تعد طرفًا هامشيًا في الصراع البحري، بل لاعب مؤثر قادر على فرض توازن ردع بحري إذا تم تجاوز خطوطها الحمراء.

 

التداعيات الاستراتيجية الخطيرة

تصعيد العدو يعمّق الصراع الإقليمي، ويمكن أن يتحول البحر الأحمر إلى ساحة تصادم نفوذ بين التحالف السعودي مع الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي، من جهة، والقوات المسلحة اليمنية من جهة أخرى، ستدفع دول العدوان ثمنها بجر المنطقة بكلها إلى توترات أقوى وأوسع.

وأي مناورة عسكرية بهذا الحجم لها قدرة على التأثير في حركة السفن، خصوصًا في الممرات التي تمر بها سفن تجارية وخطوط شحن نفطية، وفي حالة التصعيد، يمكن أن ترتفع المخاطر على الشحن التجاري، مما ينعكس على أسعار النفط والتجارة العالمية.

كما أن هدف التصعيد ليس فقط بفرض نفوذ بحرية، بل أيضًا استنزاف اليمن وفرض سياسة ضغط دولي عليه عبر البحر، وهو ما سيواجه بقوة ساحقه وفق ما أكدته القوات المسلحة اليمنية بأنها ستتعامل بقوة مع أي مخاطر محتملة من قبل العدو من شأنها الإضرار بمصالح اليمن العليا ولن تسمح مطلقاً بأن تكون السيادة على مجالها البحري محل مساومة أو عرضة للاستهداف .

 

ختاماً 

مناورات الموج الأحمر، تمثل خطوة عدوانية استراتيجية من قبل السعودية، وليست مجرد تمرين بري وجوي بحري عابر.

هذه المناورات تخدم أجندة العدو الصهيو _ أمريكي، من خلال زيادة التنسيق البحري للعدو، وتشديد السيطرة على الممرات البحرية الحيوية.

والقيادة اليمنية حذّرت بوضوح من التصعيد، ما يضع المنطقة أمام خطر ردود فعل قوية قد تنعكس على أمن الملاحة والتوازن الإقليمي.

 

يمانيون.