السيد عبدالملك الحوثي: معركة طوفان الأقصى أسقطت مشروع “إسرائيل الكبرى” وكشفت زيف التطبيع العربي
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن عملية طوفان الأقصى مثّلت منعطفاً تاريخياً في مسار المقاومة الفلسطينية، إذ أفشلت المخطط الأمريكي–الإسرائيلي الرامي إلى تصفية القضية الفلسطينية وفرض مشروع “إسرائيل الكبرى” على المنطقة.
وقال السيد في كلمته الخميس، تزامناً مع الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، إن ما قبل العملية كان مساراً خطيراً من التطبيع والانخراط العربي في مشاريع العدو، بهدف تحويل فلسطين إلى “ملف منتهي”، غير أن العملية المباركة قلبت الموازين وأعادت الزخم لقضية الأمة المركزية.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي قام على العدوان والاغتصاب منذ أكثر من سبعة عقود، وأن مشروعه الصهيوني يستهدف السيطرة على المنطقة بأكملها سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وتحويل ثرواتها لخدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية، مع إلغاء هوية الشعوب وإذلالها.
وأضاف أن أخطر ما في هذا المشروع هو محاولة إشراك أنظمة عربية في تنفيذ مخطط تصفية القضية الفلسطينية تحت عناوين خادعة كـ “صفقة القرن” و“تغيير الشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن التطبيع لم يكن مجرد خيانة بل شراكة مع العدو في احتلاله وعدوانه.
وانتقد السيد القائد استمرار بعض الأنظمة العربية في علاقاتها مع كيان الاحتلال رغم جرائمه، معتبراً ذلك “سقوطاً أخلاقياً وسياسياً” أمام العالم، في حين قطعت دول غير عربية علاقاتها تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
وأكد أن القبول بتصفية القضية الفلسطينية يشكل تهديداً وجودياً للأمة الإسلامية، لأن فلسطين ليست مجرد أرض بل رمزٌ لعقيدتها وشرفها وكرامتها، مشدداً على أن كل من يفرّط فيها يفرّط في قيمه الدينية والإنسانية.
وأشار إلى أن الكيان الإسرائيلي يسعى اليوم لتغيير المناهج التعليمية في الدول العربية المطبّعة بهدف تربية جيل يقبل بسيطرته وينسلخ عن هويته، واصفاً ذلك بأنه “جريمة تربوية وثقافية كبرى تستهدف الوعي الجمعي للأمة”.
وختم السيد عبدالملك الحوثي بالقول إن معركة طوفان الأقصى أحيت روح المقاومة وكشفت حقيقة التحالفات الزائفة، مؤكداً أن الرهان على وعي الشعوب وصمود المقاومين سيبقى هو السد المنيع في وجه مشاريع الاستعمار والتطبيع.