واشنطن تمضي في تعزيز التفوق العسكري للاحتلال بصفقة إف-15 ضخمة


في خطوة تعكس استمرار الدعم العسكري الأميركي للاحتلال الإسرائيلي، أعلنت وزارة الحرب الأميركية منح شركة “بوينغ” عقدًا بمليارات الدولارات لتزويد سلاح الجو الإسرائيلي بمقاتلات متطورة من طراز إف-15، في واحدة من أضخم صفقات التسليح خلال السنوات الأخيرة. الصفقة، التي قُدرت قيمتها بنحو 8.6 مليارات دولار، تأتي في توقيت سياسي لافت، تزامنًا مع لقاء جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في ولاية فلوريدا.
وبحسب ما أوضحه البنتاغون، يشمل العقد تصميم ودمج الأنظمة، والتجهيز، والاختبارات، ثم الإنتاج والتسليم لما يصل إلى 25 طائرة جديدة من طراز إف-15 IA، مع خيار مفتوح لشراء 25 طائرة إضافية من الطراز نفسه في مرحلة لاحقة. وسيجري تنفيذ أعمال التصنيع في منشآت شركة بوينغ بمدينة سانت لويس بولاية ميزوري، على أن يستمر البرنامج حتى نهاية ديسمبر من عام 2035 ضمن إطار برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية الأميركي.
وتُعد هذه الصفقة جزءًا من حزمة دعم عسكري أوسع تهدف إلى ترسيخ التفوق النوعي للاحتلال في المنطقة، وهو ما دأبت الإدارات الأميركية المتعاقبة على التأكيد عليه باعتباره ركيزة أساسية في سياستها الشرق أوسطية. الإعلان عن العقد جاء بعد اجتماع سياسي رفيع المستوى، ما أضفى عليه بعدًا سياسيًا يتجاوز الجوانب الفنية والعسكرية، خصوصًا في ظل الجدل الدولي المتصاعد حول الجرائم المرتكبة في غزة، والمطالبات بمساءلة قادة الاحتلال أمام القضاء الدولي.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس إصرار واشنطن على المضي قدمًا في دعمها العسكري غير المشروط، رغم الانتقادات الحقوقية والضغوط الدولية، الأمر الذي يعزز من اختلال موازين القوى في المنطقة، ويطرح تساؤلات جديدة حول مستقبل الاستقرار الإقليمي ودور الولايات المتحدة في تأجيج الصراعات بدل احتوائها.