قطاع قبلي يشلّ إمدادات الغاز إلى عدن ويعمّق أزمة الوقود في الجنوب


دخلت أزمة الغاز المنزلي في مدينة عدن مرحلة أكثر تعقيداً، بعد أن أقدم مسلحون قبليون، اليوم الأحد، على منع وصول ناقلات الغاز القادمة من محافظة مأرب، في خطوة كشفت هشاشة الوضع الأمني على طرق الإمداد الحيوية، واستمرار غياب المعالجات الجذرية للأزمات المعيشية في المحافظات الجنوبية والشرقية. وأكدت مصادر محلية أن مسلحين من قبيلة آل المغور نصبوا قطاعاً في منطقة العرقوب بمحافظة أبين، واحتجزوا ناقلات الغاز المتجهة إلى عدن، في محاولة للضغط على السلطات التابعة للتحالف للإفراج عن معتقلين من أبناء القبيلة.
وبحسب المصادر، جاء هذا التحرك بعد مماطلة الجهات المعنية في أبين وتأخرها في معالجة قضية المعتقلين، ما دفع أبناء القبيلة إلى استخدام ورقة الضغط عبر تعطيل وصول مادة حيوية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر. وتزامنت هذه الحادثة مع واقعة مشابهة شهدها طريق العبر شرق مأرب قبل يومين، حيث أقامت عناصر مسلحة موالية لحزب الإصلاح قطاعاً قبلياً، سمحت لاحقاً بمرور ناقلات الغاز والوقود المخصصة لكهرباء شبوة، في مؤشر على تصاعد حالة الاضطراب الأمني على خطوط إمداد الوقود والغاز.
وتعيش عدن ومحافظات أخرى، وفي مقدمتها حضرموت، أزمة خانقة في الغاز المنزلي منذ مطلع ديسمبر الجاري، وسط تبادل للاتهامات بين أطراف نافذة حول أسباب تفاقم الأزمة. ففي الوقت الذي تُوجَّه فيه أصابع الاتهام إلى مسؤولين موالين للإصلاح في منشأة صافر النفطية بتقليص حصة المحافظات الجنوبية والشرقية من مقطورات الغاز، تتحدث مصادر أخرى عن احتجاز كميات من الغاز داخل الأحواش بهدف افتعال أزمات متكررة في عدن وبقية المناطق.
وتعيد هذه التطورات إلى الواجهة مشهد الفوضى الأمنية التي تشهدها طرق الإمدادات منذ سنوات، حيث تتكرر حوادث احتجاز ناقلات الغاز والوقود من قبل مسلحين قبليين في ظل غياب سلطة الدولة وتفكك المنظومة الأمنية منذ العام 2016، الأمر الذي ينعكس مباشرة على حياة المواطنين ويضاعف معاناتهم اليومية مع ارتفاع الأسعار وانعدام الخدمات الأساسية.