لبنان يُستهدف في يوم سيادته.. غارات جوية تحصد شهداء وجرحى وتضع الجنوب والبقاع تحت نيران التصعيد الصهيوني

لبنان يُستهدف في يوم سيادته.. غارات جوية تحصد شهداء وجرحى وتضع الجنوب والبقاع تحت نيران التصعيد الصهيوني


في يومٍ يُفترض أن يكون محطة وطنية يؤكد فيها اللبنانيون استقلالهم وحقهم في السيادة، حوّل العدوّ الصهيوني عيد الاستقلال إلى يوم دم ونار، عبر سلسلة غارات جوية ومسيرات هجومية طالت مناطق واسعة في البقاع الشرقي والجنوب اللبناني، مخلفة شهيدًا وعددًا من المصابين، في خرق صارخ ومتواصل لاتفاق وقف إطلاق النار، ومعاودة واضحة لسياسة الاستباحة اليومية للأرض اللبنانية.

تؤكد المعطيات الميدانية أنّ التصعيد الصهيوني اتخذ اليوم طابعًا أعنف، مع تكثيف الضربات الجوية والطائرات المسيّرة، في رسالة عدوانية يربطها محللون بمحاولة “تل أبيب” الضغط السياسي والعسكري تزامنًا مع ذكرى استقلال لبنان، واستكمالًا لمسار التهديدات الرامية إلى فرض معادلات جديدة على حساب المقاومة والحقوق السيادية للبنان.


غارات عنيفة على البقاع: استهداف الجرود والمناطق الجبلية

عصر اليوم السبت، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مركّزة على مناطق في البقاع، في تصعيد لافت غير معتاد في هذا التوقيت.
فقد أكدت مصادر لبنانية تنفيذ طيران العدو غارتين على جرود شمسطار غربي بعلبك، بالتزامن مع قصف مرتفعات مطلة على بلدتي طاريا وشمسطار، إضافة إلى استهداف مرتفعات الجبور في البقاع الغربي.

وتشير المصادر الميدانية إلى أن هذه الضربات تأتي ضمن محاولة العدو توسيع نطاق عملياته من الجنوب نحو البقاع، في سياق ما تصفه أوساط متابعة بــ”تكتيك الضغط على عمق المقاومة”.


الجنوب تحت النار: شهيد وإصابات وامتداد للغارات إلى القرى والطرق

شهد الجنوب بدوره جملة من الاعتداءات العنيفة والمتنقلة، كان أبرزها استشهاد الشاب كامل رضا قرنبش من بلدة زوطر الشرقية، بعد استهداف سيارته من قبل مسيّرة إسرائيلية عند طريق زوطر – النبطية.

كما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية إصابة خمسة مواطنين في بلدة شقرا جراء رمي مسيّرة معادية قنبلة صوتية متفجرة قرب منازل المدنيين، في استهداف مباشر للحياة اليومية للسكان.

وفي سياق متصل، استشهد مواطن آخر ليل أمس الجمعة، إثر غارة إسرائيلية على سيارة في أطراف بلدة فرون، في استمرار لمسلسل الاستهداف الجوي الذي يطال المركبات والطرق الحيوية في الجنوب.

كما أفادت المصادر باستهداف سيارة أخرى في أحد الأودية بين مجدل سلم وشقرا، إضافة إلى غارة جديدة في وادي النقرة قرب بلدة كفر حمام، في ظل تحليق مكثف للطائرات المسيّرة.


سلسلة غارات تمتد إلى الريحان والجرمق والعيشية والمحمودية

امتد التصعيد الجوي ليطال جبل الريحان ومحيطه، حيث تعرضت مناطق المحمودية وبرغز ومرتفعات الجبور والجرمق وجبل الرفيع لسلسلة من الغارات، بلغ عددها – بحسب المصادر – خمس غارات متتالية على مواقع متفرقة، بينها ضربات استهدفت منطقة سجد وغربي عربصاليم.

كما سجّلت الوكالة الوطنية للإعلام غارات استهدفت المحمودية والعيشية والجرمق عند الأطراف الشرقية لسهل الميدنة كفررمان، إضافة إلى ضربة في منطقة حرجية بين راشيا الفخار وكفرحمام في قضاء حاصبيا.

وتزامن ذلك مع تحليق مسيّرات معادية بكثافة ومنخفض الارتفاع فوق النبطية وإقليم التفاح حتى ساعات المساء.


خرق دائم لاتفاق وقف إطلاق النار: أكثر من 5 آلاف اعتداء منذ نوفمبر 2024

تأتي هذه التطورات في سياق خروقات صهيونية لا تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024م، حيث سجّلت الجهات المختصة نحو 5 آلاف خرق جوي وبحري وبري خلال عام واحد فقط.

كما تؤكد وزارة الصحة اللبنانية أنّ حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية منذ بداية أكتوبر الماضي ارتفعت إلى 332 شهيدًا و945 جريحًا، معظمهم من المدنيين الذين يعيشون تحت وابل دائم من القصف والتهديد.


خلفيات التصعيد: رسالة سياسية في مناسبة وطنية؟

يرى مراقبون أنّ التصعيد الصهيوني الجديد يحمل بُعدًا سياسيًا مقصودًا، لا سيما وأنه تزامن مع الذكرى 82 لاستقلال لبنان، في محاولة لفرض وقائع جديدة وإعادة خلط الأوراق، بينما يتمسك حزب الله بمعادلة الردع ورفض أي انتهاك للسيادة الوطنية.

ويشير آخرون إلى أنّ الاحتلال يحاول عبر هذه الضربات الدفع باتجاه “إضعاف بيئة المقاومة” واستنزاف الجنوب، وسط فشل واضح في فرض شروطه أو تعديل قواعد الاشتباك القائمة منذ ما بعد حرب 2006.

موقع 21 سبتمبر.