طريق جديد يُولد من رحم المبادرات المجتمعية في الجوف ويكسر عزلة الآلاف


في مشهد يعكس قوة المبادرات المحلية وقدرة المجتمع على صناعة الحلول رغم شح الإمكانات، شهدت مديرية خب الشعف بمحافظة الجوف تنفيذ مشروع شق طريق المري – معشر بطول 12 كيلومترًا، في خطوة تنموية مهمة تهدف إلى تحسين واقع التنقل والخدمات الأساسية لآلاف المواطنين. المشروع نُفّذ عبر وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة، وبمشاركة فاعلة من جمعية خب الشعف، وبتكلفة إجمالية بلغت 15 مليون ريال.
ويمثل الطريق الجديد شريانًا حيويًا يخدم أكثر من عشرين ألف نسمة، بعدما كانت المنطقة تعاني من صعوبة الوصول والتنقل، خصوصًا في مواسم الأمطار والظروف الطارئة. ويُنتظر أن يُسهم المشروع في تخفيف معاناة الأهالي اليومية، وتعزيز الربط بين القرى والمناطق المجاورة، بما ينعكس إيجابًا على الحركة الاقتصادية والاجتماعية في المديرية.
ويأتي تنفيذ هذا الطريق ضمن توجه حكومي ومجتمعي مشترك يراهن على شق وتعبيد الطرق كأولوية تنموية، لما لها من دور مباشر في تسهيل تسويق المحاصيل الزراعية، وخفض تكاليف النقل، وتحسين وصول الخدمات الأساسية للمواطنين. اللافت في المشروع أن التمويل المجتمعي شكّل نحو 65 في المائة من إجمالي التكلفة، في مؤشر واضح على حجم التكاتف الشعبي والإحساس الجماعي بالمسؤولية تجاه قضايا التنمية المحلية.
هذا الإنجاز يعكس نموذجًا عمليًا للشراكة بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي، ويؤكد أن المبادرات المجتمعية قادرة على إحداث تغيير ملموس في حياة الناس، حتى في أكثر المناطق احتياجًا، حين تتوفر الإرادة والتعاون.