مصر العروبة تكمل الانبطاح و”إسرائيل” فرحة

السيسي-وسلمان

استبقت القاهرة زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لمصر اليوم بإيقاف بث قناة المنار التابعة لحزب الله والمصنف سعودياً في لائحة الإرهاب من على قمر النايلسات, ولاقى القرار المصري استهجاناً واسعاً في الشارعين المصري والعربي كونه يكشف عن الانبطاح الكامل للقيادة المصرية أمام المال السعودي والخليجي, وزيف ادعاءاتها احياء تراث عبد الناصر العروبي والقومي.

وهاجم الكاتب والمفكر المصري “سامح عسكر” القرار الذي اعتبر قدومه إرضاءاً للذات الملكية السعودية, ومحاولة تزلف جديدة للرياض تقدمها القيادة المصرية الحالية للرياض.

وقال في منشور على صفحته في فيسبوك “هو قرار لا قيمة عملية له, فيمكن لهذه القنوات البث على نفس المدار من القمر الفرنسي, كما فعلت كل القنوات المحظورة من على النايل سات كشبكة الجزيرة وقنوات اليمن والعالم وغيرها، السيئ فقط في الأمر أن مصر تدفع فاتورة تحالفها الغبي مع رموز الرجعية والتخلف من كرامتها واستقلالها، وقريبا من أمنها”.

وهاجم الكاتب في منشوره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على خلفية انبطاحه للرياض بقوله “القرار جاء قبل يوم من زيارة سلمان لمصر, وهو ما يعني أن القرار جاء إرضاءاً للذات الملكية السعودية, صاحبة الفضل الأول والأخير على السيسي، وليس على الشعب المصري، قلت ولم أكذب , أن السيسي باع مصر لآل سعود وأنه آخر من يفكر في إصلاح الوضع العربي بالعموم”.

من جانبه علق الكاتب اللبناني “ناصر قنديل” في مقال له على القرار بالقول: الحاضر هو توظيف المال السعودي في ملكية نايل سات ومناسبة زيارة الملك السعودي إلى مصر لخطوة الحظر ومواكبتها برسائل التحذير للقنوات الصديقة، ومستقبلها تحويل رسائل التحذير إلى دفتر شروط ضمني.

وأضاف: لا يمكن مواجهة هذه الحرب، كما جرت مواجهة حلقاتها السابقة بمؤتمرات التنديد وبيانات الاستنكار، وقد كان واجباً من اليوم الذي حظرت فيه فضائيات أخرى بسبب موقفها في خندق المقاومة، أن تجري المبادرة للانسحاب الوقائي الاستباقي من القمرين عرب سات ونايل سات والانتقال إلى القمر الروسي، بانتظار أقمار أشد يسراً وسهولة في التلقي، وحجز باقة تضم كل القنوات التي تريد حرية التعبير، وتلتزم خيار المقاومة.

الكيان الصهيوني من جانبه لم يخف فرحته بالقرار المصري، وكشفت القناة الأولى فيه أن الثمن الذي سيتلقاه السيسي مقابل حجب قناة “المنار” عن القمر المصري، هو الهبة السعودية السابقة للجيش اللبناني، التي قررت الرياض التراجع عنها، والتي تقدر بأربعة مليارات دولار أمريكي.

معتبرة أن القرار هو ارتقاء درجة في المواجهة القائمة بين ما أسمته “المحور المعتدل” الذي تقوده السعودية، والمحور المناهض، لافتة إلى أن القرار يضاف إلى قرار آخر، وفي سياق الحرب نفسها، صدر قبل ثلاثة أشهر، وقضى بوقف بث قناة المنار “الشعبية جداً في العالم العربي”، على قمر عربسات.

وأدانت قناة المسيرة والتي تعرضت للتضييق والحضر, وقنوات عربية وإسلامية, ومنظمات حقوقية واحزاب سياسية في مقدمها حزب الله المالك لقناة المنار تعنى بمجال حرية التعبير، القرار المصري معتبرة إياه في سياق تكميم الأفواه التي تمارسها الأنظمة العربية في سياق انبطاحها للمشاريع الأمريكية والمال الخليجي المدنس.

كما عمت العواصم العربية وقفات الاستنكار والتنديد بالقرار المصري تجاه قناة المنار، أعادت إلى الجمهور العربي من خلال انتصارات أبطال المقاومة اللبنانية, اجواء انتصار أكتوبر 73م , واسترداد الكرامة المصرية, التي تبيعها القيادة المصرية بزعامة السيسي اليوم طمعاً في مزيد من الأرز.