ملف التجسس يفجّر مفاوضات مسقط.. عبدالسلام يضع الأمم المتحدة أمام اختبار الثقة
في تطور لافت على مسار التفاهمات السياسية الجارية بشأن اليمن، وجّه رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، رسالة سياسية حادة خلال لقائه بالمبعوث الأممي هانس غروندبرغ في العاصمة العُمانية مسقط، محذراً من استمرار حالة التعطيل التي تعترض تنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها مع السعودية برعاية سلطنة عمان.
عبدالسلام شدّد بوضوح على أن الوقت لم يعد يسمح بمناورات جديدة بشأن الملفات الإنسانية، وعلى رأسها صرف المرتبات وفتح المطارات والموانئ وتوسيع الحركة التجارية، مؤكداً أن هذه القضايا تمثل جوهر الثقة وبداية أي سلام ممكن، وأن بقاءها معلّقة “خطأ لا يمكن تبريره”.
خارطة الطريق.. أساس السلام المؤجَّل
وأوضح رئيس الوفد الوطني أن خارطة الطريق التي تم تسليمها للأمم المتحدة تمثل الإطار العملي الذي استندت إليه التفاهمات مع الجانب السعودي، محذراً من أن مسار السلام لن يتحرك دون التزام فعلي بما تضمّنته.
وقال إن “السلام لا يمكن أن يظل عنواناً للاستعراض السياسي بينما تعيش الأسر اليمنية أوضاعاً مأساوية بانتظار حقوقها الطبيعية”.
منظمات تحت المجهر.. وورقة اتهامات ثقيلة
وخلال اللقاء، حضر ملف العاملين في منظمات أممية المحتجزين في صنعاء بقوة، حيث قدّم عبدالسلام للمبعوث الأممي ما أسماها “أدلة ووثائق” حول تجنيد بعض هؤلاء من قبل دول معادية للقيام بأنشطة تخريبية وجمع معلومات أمنية تحت غطاء العمل الإنساني.
وأكد أن صنعاء لا تستهدف العمل الإغاثي، لكنها ترفض أن تتحول المنظمات إلى منصات تجسس وتلاعب، لافتاً إلى أن “الثقة تتضرر حين يُستغل العمل الإنساني لتحقيق أجندات استخباراتية”.
موقف واضح: لا تعطيل للمساعدات ولا تساهل مع الاختراقات
وجدد عبدالسلام التأكيد على أن صنعاء حريصة على استمرار نشاط المنظمات ومسارات الإغاثة، “ولكن وفق القانون وبما يحفظ أمن البلاد وسيادتها”، مشيراً إلى أن الوفد الوطني منفتح على حل منصف لهذا الملف شرط عدم تكرار ما حدث.
مسقط.. مفترق طريق
يأتي هذا اللقاء في لحظة حساسة، حيث تتقاطع الضغوط الإنسانية مع التساؤلات حول جدية الأطراف الإقليمية والدولية في الوصول إلى تسوية حقيقية، ما يجعل من تنفيذ خارطة الطريق اختبارًا فعليًا للنوايا والالتزامات.
رسالة عبدالسلام للمبعوث الأممي كانت واضحة:
الوقت ليس في صالح السلام إن استمرت المماطلة.