الشمندر يخفض ضغط الدم خلال أسبوعين ويفتح بابًا جديدًا لصحة القلب


كشفت دراسة علمية حديثة عن دور فعّال لخضار شائع في خفض ضغط الدم خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز أسبوعين، في تطور يسلّط الضوء على قوة التغذية في دعم صحة القلب والأوعية الدموية، خصوصًا لدى كبار السن. وأظهرت النتائج أن عصير الشمندر، الغني بالنيترات الغذائية، لا يساهم فقط في تحسين ضغط الدم، بل يعمل أيضًا على تعديل توازن البكتيريا في الفم بطريقة تقلل الالتهاب وتعزز الوظائف الوعائية.

الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة إكستر البريطانية، قارنت بين استجابة فئتين عمريتين لتناول عصير الشمندر، الأولى من الشباب دون سن الثلاثين، والثانية من كبار السن في الستينيات والسبعينيات من العمر. وخلال أسبوعين من الاستهلاك المنتظم للعصير، لوحظ انخفاض ملموس في ضغط الدم لدى المشاركين الأكبر سنًا، وهو التأثير الذي لم يكن بنفس الوضوح لدى الفئة الأصغر.

ويكمن سر هذا التأثير في النيترات الغذائية الموجودة بكثرة في الشمندر، إذ يحولها الجسم إلى أكسيد النيتريك، وهو مركب حيوي يساعد على استرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها، ما يؤدي إلى تحسين تدفق الدم وخفض ضغطه. كما كشفت التحاليل الجينية للبكتيريا الفموية أن العصير الغني بالنيترات غيّر تركيبة الميكروبيوم في الفم، حيث انخفضت أنواع من البكتيريا المرتبطة بالالتهابات، مقابل زيادة بكتيريا قد تكون أكثر فائدة للصحة العامة.

وبعد فترة راحة استخدم خلالها المشاركون غسول فم مطهر يوميًا، تم إعطاؤهم عصيرًا وهميًا منزوع النيترات لمدة أسبوعين، ما عزز من موثوقية النتائج وأظهر بوضوح أن التأثير الإيجابي يعود إلى النيترات الغذائية نفسها. وأكد الباحثون أن كبار السن، بحكم تقدم العمر، ينتجون كميات أقل من أكسيد النيتريك، ما يجعلهم أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته الخطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وأشار القائمون على الدراسة إلى أن تشجيع كبار السن على تناول الخضراوات الغنية بالنيترات قد يكون خطوة بسيطة ذات أثر صحي كبير على المدى الطويل. كما أوضحوا أن الشمندر ليس الخيار الوحيد، إذ تتوافر بدائل أخرى غنية بالنيترات مثل السبانخ والجرجير والكرفس والشمر والكرنب الأجعد، ما يمنح خيارات متنوعة تناسب مختلف الأذواق.

الدراسة، التي نُشرت في مجلة “Free Radical Biology and Medicine”، اعتُبرت مثالًا بارزًا على كيفية تداخل التغذية مع الميكروبيوم وصحة الشيخوخة، وفتحت آفاقًا جديدة أمام أبحاث تهدف إلى تحسين صحة الأوعية الدموية من خلال تغييرات غذائية بسيطة لكنها فعّالة.