تحذير غير مسبوق من داخل حكومة التحالف: تمدد الانتقالي يهدد الجنوب باستنزاف طويل ويتجاوز خطر القاعدة
أطلق مسؤول في الحكومة التابعة للتحالف وقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام تحذيرًا لافتًا من تداعيات التحركات الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات الشرقية، معتبرًا أن ما جرى مطلع ديسمبر الجاري من اجتياح لفصائل الانتقالي الممولة إماراتيًا في مديريات وادي حضرموت والمهرة يمثل منعطفًا خطيرًا يفوق في مخاطره تهديد تنظيم القاعدة. وأوضح نجيب غلاب، المعيّن وكيلاً لما يسمى بوزارة الإعلام في حكومة التحالف والمقيم في العاصمة السعودية الرياض، أن هذا التمدد العسكري والسياسي ينذر بإدخال المحافظات الجنوبية والشرقية في دوامة صراعات طويلة الأمد واستنزاف قاتل يصعب احتواؤه لاحقًا.
وفي سلسلة منشورات على منصة “إكس”، شدد غلاب على أن ما وصفه بـ“غزو حضرموت” ليس مجرد تحرك عابر، بل تحول استراتيجي ستكون له تبعات عميقة على الاستقرار الاجتماعي والسياسي في المنطقة، داعيًا التحالف والمجتمع الدولي إلى التعامل مع ما أسماه “تحرير المحافظات الشرقية من الانتقالي” بوصفه أولوية قصوى، محذرًا من أن الخطاب الذي روّجته قيادات الانتقالي خلال الفترة الماضية لم يكن سوى “خديعة قاتلة” غطّت على أهداف ضيقة وممارسات إقصائية.
وأكد غلاب أن حضرموت، بحكم مركزيتها الجغرافية والسياسية، لا يمكن إخضاعها لمنطق العصبيات أو المشاريع الضيقة، مهما بلغ حجم القوة المستخدمة، معتبرًا أن المحافظة تحتاج إلى قوة ردع شاملة تحمي نسيجها ومكانتها من الانزلاق نحو صراعات داخلية. وذهب أبعد من ذلك بوصفه سلوك الانتقالي بأنه حوّل المحافظات الجنوبية إلى بنية أيديولوجية فاشية، تطورت مع الزمن إلى رابطة عصبوية تعمل بعقلية الغنيمة والقوة العارية، بعيدًا عن منطق الدولة والمؤسسات، ما يهدد بتفكيك المجتمع وإدامة النزاع بدل إنهائه.