واشنطن وتل أبيب تلوّحان بالتصعيد… ترتيبات أمريكية ـ إسرائيلية لعودة العدوان على غزة
تتجه الأوضاع في قطاع غزة نحو مرحلة جديدة من التصعيد، في ظل مؤشرات متزايدة على استعداد الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي لاستئناف العمليات العسكرية، رغم هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار القائم. وكشفت وسائل إعلام أمريكية عن نقاشات متقدمة داخل الدوائر القريبة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تشير إلى منح تل أبيب ضوءًا أخضر مشروطًا للعودة إلى الهجوم العسكري على القطاع.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى أن ترامب أبلغ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو باستعداده للسماح باستئناف العمليات الهجومية على غزة في حال رفضت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” نزع سلاحها، وهو الشرط الذي ترفضه الحركة بشكل قاطع. ووفق المصادر ذاتها، من المتوقع أن يعلن ترامب في يناير/كانون الثاني 2026 الانتقال إلى ما يُسمى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وهي مرحلة يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها مفصلية وقد تحمل في طياتها تصعيدًا عسكريًا جديدًا.
وتأتي هذه التهديدات الأمريكية في وقت يشهد فيه اتفاق وقف إطلاق النار خروقات شبه يومية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط صمت لافت من الدول الضامنة للاتفاق، وعجز واضح عن إلزام الاحتلال بوقف انتهاكاته المتواصلة.
وفي المقابل، تؤكد فصائل المقاومة الفلسطينية تمسكها بحقها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ورفضها المطلق لأي مطالب تتعلق بنزع سلاحها، معتبرة ذلك خطًا أحمر يتجاوز جوهر الصراع وأسباب اندلاعه. ويُنظر إلى هذا الرفض باعتباره أحد أبرز العناوين التي تدفع الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي إلى التلويح بخيار القوة مجددًا.
وتزامنًا مع هذه التطورات، كشفت التقارير أن بنيامين نتنياهو وصل، الاثنين الماضي، إلى منتجع مارالاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث مقر إقامة ترامب، في زيارة هي الخامسة من نوعها بين الطرفين في الولايات المتحدة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض قبل نحو عام، ما يعكس مستوى التنسيق السياسي والعسكري بين الجانبين في ما يخص ملف غزة.
وفي ظل هذه المعطيات، تتصاعد المخاوف من انهيار كامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وعودة القطاع إلى مربع الحرب المفتوحة، في وقت يعيش فيه سكان غزة أوضاعًا إنسانية كارثية، ويترقبون مصيرًا غامضًا على وقع التهديدات الأمريكية والدعم غير المشروط للاحتلال الإسرائيلي.