اليمن في قلب المواجهة: الصومال والبحر الأحمر تحت وطأة الاستهداف الصهيوني
اليمن في قلب المواجهة: الصومال والبحر الأحمر تحت وطأة الاستهداف الصهيوني
مقالات – محمد فاضل العزي
لم يعد اليمن مُجَـرّد بلد يتأثر بالتحولات الإقليمية، بل أصبح عامل قوة استراتيجي مؤثر، قاد معركة بحزم ضد المشروع الصهيوني في البحر الأحمر، وأربك تحالف الولايات المتحدة وبريطانيا، وحوّل ممرات الملاحة الحيوية إلى ورقة قوة في المعادلة الإقليمية.
ومن هذا المنطلق، أصبح التمدد العدوّ الصهيوني في الصومال والقرن الإفريقي جزءًا من مشروع متكامل لتطويق اليمن، وفرض قواعد عسكرية تمكّن من ضربه، وخنق تأثيره، والسيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن.
أولًا: الصومال.. منصة متقدمة للاستهداف
الصومال لم يكن هدفًا عابرًا، بل بوابة خلفية لضرب اليمن، حَيثُ يوفر:
– مواقع جغرافية استراتيجية لمراقبة السواحل اليمنية.
– قواعد محتملة لدعم عمليات بحرية ضد الموانئ اليمنية.
– نقاط ارتكاز استخباراتية ولوجستية لتنسيق أي حملة تطويق أَو حصار.
الاعتراف الكَيان الاحتلال الصهيوني بما يُسمّى “إقليم أرض الصومال” يشكّل الغطاء القانوني والسياسي لهذا التمدد، ويحوّل الدولة الشقيقة إلى مسرح استغلال عدواني. هذا الاعتراف ليس مُجَـرّد خطوة دبلوماسية، بل جزء من مشروع احتلال ناعم يستهدف اليمن وموقعه الاستراتيجي.
ثانيًا: اليمن.. صمام أمان الإقليم وهزيمة المشروع الصهيوني
اليمن بمواقفه الصُّلبة أثبت أن:
– القدرة على حماية البحر الأحمر والملاحة ليست محصورة بالدول الكبرى.
– الاقتصاد الصهيوني معرض لضربات استراتيجية من خلال الضغط على الممرات الحيوية.
– أية محاولة أمريكية أَو بريطانية لتطويق اليمن اصطدمت بالقدرة اليمنية على الصمود والمواجهة الاستراتيجية.
لقد أصبح اليمن رقمًا صعبًا في المعادلة البحرية العالمية، وهو ما يجعل أية خطة لتجاوز إرادته أمرًا محفوفًا بالمخاطر.
ثالثًا: باب المندب وسقطرى.. القلب الاستراتيجي
باب المندب ويضاف إليها الصومال يمثلان أهم نقاط الاشتباك:
– السيطرة عليهما أَو التأثير فيهما يعني القدرة على ضبط التجارة العالمية، والضغط على قناة السويس، والتحكم في الملاحة الدولية.
– أي قواعد عسكرية أَو استخباراتية في الصومال مرتبطة مباشرة بمحاولة محاصرة اليمن واستهداف تأثيره الإقليمي.
هذا الربط يوضح أن الخطر ليس محليًّا، بل إقليمي ودولي في آن واحد.
رابعًا: التداعيات على الأمن العربي والإسلامي
التمدد الإسرائيلي في القرن الإفريقي يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن العربي والإسلامي:
– تعزيز حضور قوى أجنبية على طول الساحل الإفريقي المقابل لليمن.
– تهديد فعلي لممرات النفط والتجارة الحيوية.
– فرض واقع جديد قد يُستخدم ورقة ابتزاز سياسي واقتصادي للدول العربية.
إن أي تساهل في مواجهة هذا التمدد يفتح المجال أمام تصعيد شامل، يطال الأمن القومي العربي والإسلامي بأسره.
خامسًا: التحليل الاستراتيجي النهائي
الوجود الإسرائيلي في الصومال، والاعتراف بما يسمى “صومال أرض”، ليسا خطوات عشوائية، بل استكمال لمخطّط طويل المدى:
– إنشاء قواعد عسكرية لاستخدامها في ضرب اليمن.
– التحكم بالبحر الأحمر وخليج عدن.
– خنق التجارة العالمية وأوراق القوة اليمنية.
اليمن اليوم يقف في مقدمة المواجهة، ليس فقط ضد أطماع العدوّ الصهيوني، بل ضد محاولات الهيمنة الأمريكية–البريطانية في البحر الأحمر، محافظًا على:
– سيادته الوطنية.
– تأثيره الاستراتيجي.
– القدرة على تعطيل المشاريع المعادية.
الوعي الاستراتيجي اليوم هو خط الدفاع الأول،
واليقظة الوطنية هي ضمان استمرار القدرة على المواجهة،
ومن يقف بثبات في مواجهة المؤامرات يبقى قوة لا يمكن تجاوزها.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.