تحذيرات حاسمة وعالية السقف حول خطر المشروع الصهيوني وتدخلاته في الصومال


في مرحلة جديدة من الاستهداف الصهيوني المباشر لأمن الأمة وسيادة دولها ، جاء بيان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي،  حول مستجدات ما يحدث في الصومال ليشكّل موقفاً سياسياً حاسماً ورسالة تحذير صريحة للعدو الصهيوني، في واحدة من أخطر حلقات مشروع التفتيت وإعادة رسم خرائط النفوذ في المنطقة العربية والبحرين الأحمر والعربي.

تقرير / طارق الحمامي

 

 توصيف واضح لعدوان لا لبس فيه
لم يترك بيان السيد القائد مجالاً للتأويل أو التخفيف من خطورة الحدث، إذ وصف إعلان العدو الإسرائيلي المتعلق بإقليم أرض الصومال باعتباره، عملاً عدوانياً سافراً، وتدخلاً استعمارياً وقحاً، وأنه حلقة ضمن مخطط متكامل لتفكيك الدول وضرب استقرارها من الداخل، ويعكس هذا التوصيف رفضاً قاطعاً لأي محاولات لتسويق الخطوة كتحرك سياسي عادي، مؤكداً أنها عدوان مباشر يستهدف الصومال، ويمتد خطره إلى اليمن والبحر الأحمر والقرن الإفريقي بأكمله.

 

 إسقاط كامل للشرعية القانونية والأخلاقية
يرتكز البيان على معادلة سياسية حادة، أمام عدو قائم على الاغتصاب والاحتلال لا يملك أي حق أخلاقي أو قانوني للاعتراف أو منح الشرعية لغيره، وبذلك، لا يكتفي بيان السيد القائد بنقد الخطوة، بل يُسقط عنها أي قيمة قانونية أو سياسية، ويضعها في خانة الاعتداء المرفوض دولياً وإنسانياً.

الصومال في قلب معركة البحر الأحمر
يقدّم البيان قراءة استراتيجية متقدمة، تعتبر الصومال حلقة مفصلية في أمن البحر الأحمر وخليج عدن، وأن أي موطئ قدم للعدو الإسرائيلي هناك يعني، تهديداً مباشراً للملاحة الدولية، وابتزازاً لأمن الدول المشاطئة، وتوسيع دائرة الاستباحة الصهيونية للمنطقة، ويُبرز البيان أن المسألة لا تتعلق بالصومال وحده، بل بأمن إقليمي كامل يجري استهدافه بتخطيط خبيث، وبلغة شديدة الوضوح، يضع البيان الأطراف المحلية المتعاونة مع المشروع الصهيوني في خانة الخيانة السياسية والتفريط بالسيادة الوطنية، محمّلاً إياها مسؤولية فتح الأبواب أمام التدخل الأجنبي، ومعتبراً ذلك امتداداً لأدوار وظيفية تخدم أجندات خارجية.

 رسالة ردع إقليمية غير قابلة للتجاهل
يحمل البيان في مضمونه رسالة ردع قوية، مفادها أن، تحويل أي جزء من الصومال إلى منصة عدوانية لن يمرّ دون تبعات، وأن أمن اليمن والبحر الأحمر خط أحمر، والعبث الجيوسياسي بالمنطقة سيقابل بمواقف وإجراءات حازمة، وهذه الرسالة تتجاوز بعدها المحلي لتصل إلى كل من تسول له نفسه أن يسهل أو يبرر وجود العدو الإسرائيلي في المنطقة.

 فلسطين بوصفها بوصلة الصراع
يعيد البيان التأكيد على حقيقة مركزية، أن التخاذل عن فلسطين هو البوابة التي ينفذ منها العدو إلى بقية العواصم والساحات،
ويحذّر من أن الصمت أو المواقف الرمادية تجاه جرائم العدو الإسرائيلي لا تؤدي إلا إلى توسيع دائرة العدوان، وتحويل بلدان أخرى إلى أهداف لاحقة.

ختاماً 
لا يمكن قراءة بيان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ، كتصريح عابر أو موقف ظرفي، بل هو، تشخيص صارم لمرحلة خطيرة، وتحذير استراتيجي مبكر، ودعوة صريحة لكسر حالة الصمت والتراخي العربي والإسلامي،
إنه بيان يضع الجميع أمام اختبار تاريخي، إما مواجهة مشاريع التفكيك والهيمنة بوعي ومسؤولية، أو ترك المنطقة مفتوحة على مزيد من الاختراق والاستباحة، وهو ما سيقابل بكل قوة وحزم بصيغة حاسمة لا تقبل التأويل ’’ أي تواجد للعدو الصهيوني في الصومال أو في أي بقعة في المنطقة، سيكون هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية’’ .

 

يمانيون.