السيد القائد يكشف أسرار المعالم الكبرى لحماية الانتماء الإيماني


بمناسبة ذكرى جمعة رجب، وجه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ، خطابًا هاماً تناول فيه أهمية هذه المناسبة العظيمة، مسلطًا الضوء على معلمين رئيسيين يشكّلان العمود الفقري لهويّة الشعب اليمني في إطار الهوية الإيمانية، هما،  التحرر من التبعية للطاغوت والجهاد في سبيل الله، ويأتي هذا الخطاب في سياق تعزيز الانتماء الإيماني، وحماية المجتمع اليمني من أي محاولات للتأثير على هويته الدينية والفكرية والثقافية،

جمعة رجب .. مناسبة روحية وتاريخية ذات أبعاد متعددة
افتتح السيد القائد خطابه بالتهنئة للشعب اليمني بمناسبة جمعة رجب، مؤكدًا أنها من أعظم المناسبات المباركة، وأنها تمثل نعمة هداية للإسلام، وهي أعظم النعم الإيمانية، معتبراً جمعة رجب محطة لتقدير الهداية، وهي تعكس رؤيته لضرورة ربط المجتمع بالمرجعية الإيمانية الأصيلة.
واعتبر السيد القائد أن هذه المناسبة تشكل لحظة للتأمل في الهوية الإسلامية ومواجهة محاولات تشويهها، معتبرًا المواجهة الفكرية والثقافية جزءًا لا يتجزأ من الدفاع عن الأمة، كما ركّز في خطابه على دور التاريخ اليمني في تقديم نماذج خالدة تعكس الانتماء للإسلام، مشيرًا إلى أن الحفاظ على هذا الإرث واجب على الأجيال الحالية، وهنا يظهر البعد التربوي والاجتماعي للخطاب، حيث يدعو إلى ترسيخ الانتماء الإيماني في التربية والتعليم، وربط الماضي بالحاضر لضمان استمرارية الهوية.

التحرر من الطاغوت .. المعيار الأساسي للانتماء الإيماني
شكل التحرر من الطاغوت محورًا أساسيًا في خطاب السيد القائد، إذ اعتبره أحد المعالم الفارقة في الانتماء الإيماني الصادق،
مشيراً إلى أن الطاغوت الذي تمثله القوى الاستكبارية العالمية والأطراف التي تُسعى لتقييد حرية الأمة، العدو الصهيوني  وأمريكا وبريطانيا،
كما حذر السيد القائد من حركة النفاق داخل الأمة، التي تسعى إلى خلق ولاءات فارغة تُخضع الأمة للطاغوت، كما تناول أيضًا الحرب الفكرية والناعمة التي تتخذ أشكالًا متنوعة لمحاولة تشويه الانتماء الديني للأفراد، معتبرًا أن الانصياع لها يشكل خطرًا وجوديًا على الأمة، ويبرز هنا بعداً رمزياً يكشف خطاً فاصلاً بين الصادقين والمضللين، والتصدي للطاغوت يُترجم على أرض الواقع في الدفاع عن الهوية والثقافة والمصالح الوطنية.

الجهاد في سبيل الله .. معيار الانتماء الإيماني الصادق
المعلم الثاني الذي ركز عليه السيد القائد هو الجهاد في سبيل الله، الذي عرضه كمؤشر أساسي على المصداقية في الانتماء الإيماني، مشدداً على أن الجهاد ليس مجرد تحرك مسلح ، بل هو بذل الجهد في جميع المجالات، الدينية، الفكرية، الثقافية والاجتماعية، لإقامة دين الله وحماية الأمة، ولذلك يؤكد على أن يكون الجهاد وفق المعايير القرآنية محذراً من الانحرافات التي تحول الجهاد إلى أدوات لخدمة أعداء الإسلام، معتبرًا أن ذلك يشوه المصداقية الإيمانية.
مؤكداً أن الجهاد وسيلة لحماية المستضعفين والأمة من قوى الشر، وبأنه معيار صادق لتقييم الالتزام بالقيم الدينية، وفي ذلك بعد إجتماعي وسياسي يتمثل في أن الجهاد يمثل خيارًا استراتيجيًا للأمة لمواجهة النفوذ الخارجي من قبل الإعداء،
وأكد السيد القائد على أهمية تعزيز الانتماء للهوية الإيمانية وربط الفرد والمجتمع بالقيم الإسلامية، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على الهوية الإيمانية في مواجهة الانحرافات الفكرية، ومواجهة حركة النفاق ورصد محاولات تشويه الانتماء الإيماني، ووجه دعوة إلى المجتمع لمواجهة الحرب الفكرية الناعمة التي تهدف لتشكيل ولاءات جديدة بعيدًا عن المبادئ الإسلامية والهوية الإيمانية.

وأهم ما ركز عليه السيد القائد في سياق المعلم الثاني ’’الجهاد في سبيل الله’’ هو ربط الجهاد بالحماية الاستراتيجية للأمة والمستضعفين، مع تقديمه كخيار مواجهة للهيمنة الاستكبارية، والمسؤولية في ترسيخ الانتماء الإيماني في التربية والتعليم، لتعزيز نموذج الهوية الإيمانية في المجتمع لضمان صمود الأمة أمام مخاطر العدو الخارجية.

ختاماً 
يعكس خطاب السيد القائد رؤية متكاملة تربط الدين بالهوية الوطنية والسياسة والفكر، حيث يقدّم جمعة رجب كمناسبة رمزية لتجديد الالتزام بالقيم الإيمانية، وتحويل الانتماء الديني إلى معيار عملي في مواجهة التحديات الفكرية والسياسية.

الخطاب يخلق إطارًا رمزيًا واستراتيجيًا، حيث أن التحرر من الطاغوت والجهاد في سبيل الله ليسا مجرد مفاهيم دينية، بل أدوات لترسيخ الولاء والانتماء، كما يضع السيد القائد مسؤولية على الأجيال الحالية لحماية الهوية الإيمانية والثقافية، مع ربط الماضي بالحاضر لضمان استمرار الإرث التاريخي والديني للشعب اليمني.

 

يمانيون.