احتجاجات الحريديم تفجّر أزمة داخلية وتغلق شرياناً مرورياً وسط “تل أبيب” رفضاً للتجنيد
شهدت مناطق وسط كيان الاحتلال حالة من الشلل المروري، بعد أن أقدم متظاهرون من جماعة الحريديم، مساء الاثنين، على إغلاق شارع 4 الحيوي في منطقة بني براك، في تصعيد جديد للاحتجاجات الرافضة لقانون التجنيد الإجباري في جيش الاحتلال. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن المحتجين، المنتمين لما يُعرف بـ“التيار المقدسي”، نصبوا حواجز بشرية عطلت حركة السير في الاتجاهين، بين مفرق “ألوف سديه” ومفرق “أم همشبوت”، ما تسبب بازدحام خانق امتد إلى محيط المنطقة، وأجبر السلطات على تحويل حركة المرور المتجهة جنوباً نحو مدينة بيتح تكفا.
وأوضحت المصادر أن هذه التحركات جاءت في إطار رفض واسع داخل الأوساط الحريدية لأي محاولة لفرض الخدمة العسكرية الإلزامية عليهم، معتبرين ذلك مساساً بنمط حياتهم الديني. في المقابل، أعلنت شرطة الاحتلال أن التظاهرة “غير قانونية”، مؤكدة انتشار قواتها في المكان لإدارة الأزمة المرورية وتوجيه السائقين إلى طرق بديلة، مع دعوة مستخدمي الطريق إلى تجنب المنطقة تفادياً لمزيد من الاختناقات.
وفي بيان رسمي، حاولت الشرطة التوفيق بين الخطاب القانوني والواقع الميداني، مشيرة إلى أن “حق التظاهر يشكل ركناً أساسياً في دولة ديمقراطية”، لكنها شددت في الوقت نفسه على أنها لن تسمح بما وصفته بالإخلال بالنظام العام أو المساس بحرية الحركة أو تعريض سلامة الجمهور للخطر. وتأتي هذه التطورات لتسلط الضوء على عمق الانقسام الداخلي في كيان الاحتلال، حيث تتزايد الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية بالتوازي مع الضغوط الأمنية والعسكرية المتصاعدة.