استقالة قيادي بارز من “درع الوطن” تكشف عمق التصدّعات داخل التشكيلات الموالية للتحالف


في تطور جديد يعكس تصاعد الخلافات داخل التشكيلات العسكرية الموالية للتحالف، قدّم سرور عبد الله علي محمد عكبار البوكري، أركان حرب اللواء الثاني في قوات “درع الوطن” المدعومة سعوديًا، استقالته من منصبه يوم السبت، في خطوة وُصفت بأنها مؤشر على تزايد الانشقاقات داخل هذه القوة حديثة التأسيس.

وبحسب مصادر مطلعة، جاءت استقالة البوكري نتيجة تراكمات من الإقصاء والتهميش، إضافة إلى ما اعتبره اختلالات إدارية وعملياتية تقوّض العمل العسكري المنظم. وجاء في المذكرة الرسمية التي رفعها لقيادة “درع الوطن” أن سحب الصلاحيات من القيادات الميدانية واعتماد مركزية خانقة في اتخاذ القرارات—even في الإجازات والأذونات—كانت من أبرز الدوافع التي دفعته للمغادرة، إلى جانب غياب أي تمييز وظيفي فعلي بين القادة والجنود سوى في التسميات.

ورغم عدم كشفه عن جميع الأسباب المحتملة، تشير مصادر خاصة إلى أن استقالته تأتي في سياق حالة من التآكل الداخلي، تغذيها سلوكيات نافذين محسوبين على السعودية، إلى جانب اتهامات متكررة تتعلق بعمليات اعتقال وانتهاكات داخل سجون سرية مرتبطة بهذه التشكيلات.

هذا الانسحاب يفتح الباب أمام تساؤلات أوسع حول تماسك قوات “درع الوطن” وقدرتها على الاستمرار وسط اتساع حالة التململ بين عناصرها، في وقت تتصاعد فيه المؤشرات على هشاشة بنيتها التنظيمية وتضارب الولاءات داخلها.