ليلة الانفجار في نجران: تمرد مسلّح يفضح هشاشة معسكرات التحالف وخلافات المال والنفوذ


في تطوّر يعكس عمق الانقسام داخل صفوف المرتزقة الموالين للسعودية، شهد أحد معسكرات جبهة نجران ليلة مشحونة بالتوتر تحولت إلى تمرد مسلّح، بعد أن وجّه عشرات المجندين أسلحتهم نحو قادتهم مطالبين بالإفراج الفوري عن زملائهم الذين تم اعتقالهم إثر خلافات مالية تسببت في تفجير الوضع داخل اللواء 126 المعروف بـ“لواء الاقتحام”.

وتفيد المعلومات بأن الشرارة الأولى اندلعت عند لجنة صرف المستحقات في منطقة سقام، حين رفض قائد “كتيبة الصقور” نائف الميسري استقطاع نصف مستحقاته ومستحقات عناصره، وهو ما أثار غضب محمد الهاشمي، شقيق قائد محور البقع السلفي رداد الهاشمي. الخلاف اللفظي تصاعد إلى اشتباك بالأيدي أمام الجنود، قبل أن تتدخل الشرطة العسكرية وتعتقل الميسري وعدداً من أفراد كتيبته، في خطوة وُصفت بالمستفزة وأشعلت فتيل التمرد.

وتشير المصادر إلى أن مجندي الكتيبة، الذين رأوا في الحادثة “تمييزاً مناطقياً وإجراءات تعسفية”، تحركوا مدججين بالسلاح إلى مقر قيادة اللواء وفرضوا على قائده محمد القادري التوجه فوراً إلى سقام لإطلاق سراح قائدهم وزملائهم، وهو ما تم بالفعل في مشهد اعتبره مراقبون “مهيناً” يكشف انهيار منظومة القيادة داخل معسكرات المرتزقة.

التوتر، الذي لا يزال مستمراً بين جناحي الهاشمي والميسري، يعكس حالة غليان عميقة داخل معسكرات التحالف، خصوصاً بعد سلسلة من التمردات السابقة كان آخرها احتجاجات واسعة داخل محور البقع عقب تعيين رداد الهاشمي قائداً للمحور، وسط اتهامات بالمحسوبية والتعصب القبلي.

ويؤكد هذا التمرد الأخير أن الخلافات الداخلية باتت تتجاوز مجرد صراع على الرواتب، لتتحول إلى صدامات مفتوحة تهدد بتفكك البنية القتالية للمرتزقة في جبهة نجران، ما يعكس أزمة ثقة وانهياراً متسارعاً في صفوف القوات التابعة للتحالف.