واشنطن تكشف خيوط النفوذ الخفي: كيف تمدّ “إسرائيل” جسور الدعم لقوى الإمارات في جنوب اليمن؟


في تقرير مثير للجدل، أزاح المركز العربي في واشنطن دي سي الستار عن مسار متسارع من الاهتمام “الإسرائيلي” بالقوى اليمنية الموالية للإمارات، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات طارق صالح، في تحوّل اعتبره المعهد امتداداً لتحالفات إقليمية تعيد رسم الخارطة الأمنية في جنوب الجزيرة العربية. التقرير الذي أعدّه جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لمركز “غلف ستيت أناليتيكس”، يعرض مجموعة من المؤشرات التي تُظهر عمق التلاقي بين أبوظبي وتل أبيب في الملف اليمني، وتحديداً بعد انضمام الإمارات إلى اتفاقيات التطبيع عام 2020.

ويورد التقرير أن المجلس الانتقالي عزز خلال السنوات الأخيرة نهجه المنفتح تجاه “إسرائيل”، وصولاً إلى تصريحات صريحة من رئيسه عيدروس الزبيدي في سبتمبر الماضي عن استعداد “الدولة الجنوبية” المستقبلية للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم. هذه النزعة – وفق التقرير – تحوّلت إلى نقطة جذب لواشنطن وتل أبيب، خاصة مع تسويق الانتقالي لدوره كحامٍ للملاحة الدولية ومناهِض لقوات صنعاء، بما يتماشى مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب.

ويمضي التقرير في عرض محطات بارزة، من بينها إنشاء منشآت عسكرية إماراتية – إسرائيلية في أرخبيل سقطرى، ونقل ضباط إسرائيليين إلى الجزيرة في أعقاب التطبيع، إضافة إلى مشاركة إسرائيل في مناورات بحرية بالبحر الأحمر إلى جانب الإمارات والبحرين والولايات المتحدة، في أول تعاون عسكري معلن. ويشير كافيرو إلى أن هذا الحضور الإسرائيلي بسقطرى منح تل أبيب موطئ قدم استخبارياً يمكنها من مراقبة التحركات البحرية الإيرانية في بحر العرب وخليج عدن، خاصة بعد دخول صنعاء على خطّ العمليات الداعمة لغزة منذ 2023.

ويرجّح التقرير أن الدعم الإسرائيلي لا يقتصر على الانتقالي فحسب، بل يشمل قوات طارق صالح وفصائل أخرى تعمل تحت المظلة الإماراتية، بما يعزز النفوذ الإسرائيلي في الممرات المائية الحيوية. ويؤكد أن هذا التوسع يستند إلى تنسيق استخباراتي هادئ بين إسرائيل والإمارات، فُرض على الانتقالي في إطار استراتيجية أبوظبي طويلة المدى لضمان دعم أمريكي – إسرائيلي لمشاريعها جنوب اليمن.

غير أن التقرير يحذر من أن هذا المسار يحمل تبعات محلية وإقليمية خطيرة، بالنظر إلى الرفض الشعبي اليمني العميق للتطبيع مع إسرائيل، وارتباط القضية الفلسطينية بالوجدان اليمني، إضافة إلى معارضة الأحزاب اليمنية وفصائل صنعاء لهذا التوجه. ويخلص التقرير إلى أن التدخل الإسرائيلي المتصاعد في جنوب اليمن قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في البحر الأحمر وباب المندب، ليضع المنطقة أمام مرحلة أكثر تعقيداً على المستويين الأمني والسياسي.