الذكاء الاصطناعي درع لمواجهة تهديدات المستقبل
أكد معنيون في قطاع تكنولوجيا المعلومات أن التهديدات السيبرانية باتت تمثل كابوسا يطال الدول والمؤسسات والأفراد على حد سواء، نظرا لتطورها المتسارع وتزايد تعقيدها وخطورتها ،موضحين أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي كحليف استراتيجي وخط دفاع أول في تعزيز منظومة الأمن السيبراني، والارتقاء بقدرتها على التنبؤ بالهجمات والتصدي لها بفعالية.
وأشار المعنيون، ان الذكاء الاصطناعي أصبح أداة بالغة الأهمية في حماية الأفراد والمؤسسات من الهجمات السيبرانية، فبدلا من الانتظار حتى وقوع المشكلة، بات بالإمكان استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة الأنظمة بشكل مستمر.
وقال استشاري الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، المهندس بلال الحفناوي، في عصرنا الرقمي المتسارع، أصبحت التهديدات السيبرانية كابوسا يؤرق الجميع، موضحا ان الذكاء الاصطناعي يمتلك قدرات فائقة في تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعات عالية، ما يجعله أداة لا غنى عنها لرصد التهديدات السيبرانية والتعامل معها بفعالية.
وأوضح أن من أبرز الجوانب التي تجعل من الذكاء الاصطناعي عنصرا محوريا في مجال الأمن السيبراني، قدرته على رصد السلوكيات غير الاعتيادية، وذلك من خلال اعتماد خوارزميات التعلم الآلي والتعلم العميق في تحليل الأنماط الطبيعية لحركة البيانات ضمن الشبكات.
وبين أن هذه الخوارزميات تعمل على كشف أي سلوك مشبوه أو غير مألوف، حيث تقوم الأنظمة بإطلاق تحذيرات فورية تسهم بالاستجابة السريعة والتصدي للتهديدات في الوقت المناسب، بما يعزز من فعالية منظومات الحماية الرقمية.
وكذلك تحديد هجمات البرمجيات الخبيثة المتقدمة، إذ يسهم الذكاء الاصطناعي في تحليل شيفرات البرمجيات الخبيثة واكتشاف توقيعاتها، وأيضا تحليل الثغرات الأمنية، حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي مسح الأنظمة والشبكات لتحديد الثغرات الأمنية المحتملة ونقاط الضعف التي يمكن للمخترقين استغلالها ، الأمر الذي يسمح باتخاذ إجراءات وقائية قبل وقوع الهجوم.
وبين الحفناوي أن من الجوانب المهمة في توظيف الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة الأمن السيبراني، قدرته على التصدي لهجمات التصيد الاحتيالي، من خلال التحليل الدقيق لمحتوى رسائل البريد الإلكتروني والروابط والمرفقات، ما يمكنه من كشف الرسائل الاحتيالية بدقة عالية، وتنبيه المستخدمين قبل التفاعل معها.
وأضاف أن دور الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على رصد التهديدات فحسب، بل يشمل كذلك الاستجابة التلقائية للحوادث السيبرانية، بما يضمن سرعة التعامل معها والحد من آثارها، ويعزز من كفاءة الأنظمة الدفاعية الرقمية.
وأشار الى ان الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية في منظومة الأمن السيبراني، إذ لم يعد مجرد أداة مساندة، بل بات يعيد تشكيل أساليب التصدي للتهديدات الرقمية.
من جهته، قال المتخصص في أمن الشبكات، يمكن تشبيه الذكاء الاصطناعي بحارس يعمل على مدار الساعة، مزود بذاكرة ضخمة وعينين ترصدان كل ما يجري داخل الشبكة.
وتابع : “في البداية، يتجول هذا الحارس بهدوء لفهم الروتين الطبيعي: متى ترسل رسائل البريد الإلكتروني، أي الخوادم تستقبل أكبر عدد من الزيارات، وما هي السرعة المعتادة لنقل الملفات، وبعد أن يشكل هذا الحارس خريطة ذهنية لسير العمليات، يبدأ بمقارنة كل حدث جديد بما تعلمه سابقا؛ فإذا لاحظ سلوكا غير معتاد كأن يحاول جهاز منزلي ذكي إرسال كميات كبيرة من البيانات في منتصف الليل، أو أن يسجل موظف دخوله إلى خادم حساس من موقع جغرافي غير مألوف، يطلق إنذارا فوريا ويقترح إجراءات مثل حظر الاتصال أو عزل الجهاز المشتبه به “.
وأوضح الكساسبة، أن ما يميز هذا الحارس أنه لا يعتمد على قواعد ثابتة تحتاج إلى تحديث يدوي، بل يطور نفسه تلقائيا، فإذا انتقلت الشركة، مثلا، إلى نظام العمل عن بعد وتغيرت أنماط الدخول، يتكيف بسرعة لتفادي الإنذارات الكاذبة، ومع مرور الوقت، يراكم معرفة من حوادث اختراق سابقة وهجمات سيبرانية حول العالم، فيتمكن من التنبؤ بخطوات المهاجمين التالية، ويعزز دفاعاته قبل بدء الهجوم أصلا.
وأشار الى انه بهذه الآلية، يتحول الأمن السيبراني من مجرد رد فعل متأخر إلى درع استباقي يمنع وقوع الأضرار، ويمنح فرق تكنولوجيا المعلومات وقتا أثمن للتركيز على تطوير الأنظمة بدلا من الانشغال بإطفاء الحرائق.
بدوره، قال الاستشاري التقني الاستراتيجي، المهندس هاني البطش، إن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة بالغة الأهمية في حماية الأفراد والمؤسسات من الهجمات السيبرانية.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يتميز بقدرته على تحليل كميات ضخمة من البيانات خلال فترة زمنية قصيرة، ما يسهم بالتعرف السريع على التهديدات الأمنية، كما يمتلك القدرة على التعلم من الهجمات السابقة، ما يعزز من كفاءته وذكائه بمرور الوقت.