الذهب يودّع 2025 بمكاسب تاريخية ويقترب من أفضل حصيلة سنوية منذ عقود


يتجه الذهب إلى إغلاق عام 2025 على واحدة من أقوى موجات الصعود في تاريخه الحديث، في أداء يعكس تحولات عميقة في توجهات المستثمرين وسط اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية عالمية. ورغم حالة الاستقرار التي سجلها المعدن الأصفر في تعاملات اليوم الأربعاء، إلا أنه ما زال يحافظ على مسار صاعد يؤهله لتحقيق أفضل أداء سنوي منذ ما يقارب نصف قرن.
وفي التعاملات الفورية، استقر سعر الذهب عند مستوى 4345.75 دولارًا للأوقية، بعد أيام من تسجيله ذروة تاريخية جديدة بلغت 4549.71 دولارًا، بينما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة تسليم فبراير بنسبة طفيفة بلغت 0.5 في المئة إلى نحو 4365 دولارًا للأوقية. هذا التراجع المحدود جاء في إطار عمليات جني أرباح طبيعية عقب الارتفاعات القياسية التي شهدتها الأسواق خلال الأسابيع الأخيرة.
وعلى مستوى الأداء السنوي، قفز الذهب بنحو 66 في المئة منذ بداية العام، مسجلاً أكبر مكاسبه السنوية منذ عام 1979، حين دفعت التوترات السياسية العالمية، وعلى رأسها الثورة الإيرانية، المستثمرين إلى الاحتماء بالمعدن النفيس كملاذ آمن. ويعكس هذا الارتفاع الكبير استمرار القلق من التضخم، وتذبذب الأسواق المالية، وتصاعد المخاطر الجيوسياسية، وهي عوامل أعادت الذهب إلى صدارة المشهد الاستثماري.
في المقابل، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تراجعات حادة مع نهاية العام، حيث هبطت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 4.5 في المئة إلى 73.06 دولارًا للأوقية، بعدما لامست مستوى قياسيًا بلغ 83.62 دولارًا في وقت سابق من الأسبوع. ورغم هذا التراجع، فإن الفضة سجلت قفزة سنوية استثنائية تجاوزت 150 في المئة، متفوقة على الذهب، ومتجهة لتحقيق أفضل أداء سنوي في تاريخها، مدفوعة بتصنيفها كـ«معدن حرج» في الولايات المتحدة، إلى جانب شح المعروض وتراجع المخزونات وارتفاع الطلب الصناعي والاستثماري.
أما البلاتين، فقد تراجع بنسبة 12 في المئة ليصل إلى 1932.55 دولارًا للأوقية، بعد أن كان قد بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2478.50 دولارًا، في حين انخفض البلاديوم بنسبة 7.1 في المئة إلى 1496.75 دولارًا للأوقية. ورغم هذا الهبوط، يتجه البلاديوم لإنهاء العام على ارتفاع يقارب 65 في المئة، وهو أفضل أداء سنوي له منذ 15 عامًا، ما يعكس قوة الطلب وتقلبات سوق المعادن النفيسة خلال عام استثنائي بكل المقاييس.