غزة في خطر.. انهيار الخدمات واستمرار الإبادة
تعيش غزة حالة من الانهيار الشامل في الخدمات الصحية والحياتية، في ظل استمرار الحصار الصهيوني وخروقات وقف إطلاق النار، التي تُفاقم الأزمة الإنسانية يومًا بعد يوم.
تعاني المستشفيات والمراكز الطبية نقصًا حادًا في الأدوية والمستهلكات الطبية، فيما يواجه الأطفال والنساء والأسرى الفلسطينيون أوضاعًا كارثية، مع استمرار الكيان في ارتكاب انتهاكاته تجاه المدنيين، بالتوازي مع تعطيل مرحلة إعادة الإعمار وتأجيل تنفيذ الاتفاقات الدولية.
تدهور خطير في المنظومة الصحية
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن عجز يتجاوز 50% في الأدوية الأساسية وتوقف خدمات حيوية، محذّرة من اقتراب المنظومة الصحية من الانهيار الكامل، وقالت الوزارة إن 321 صنفًا دوائيًا أساسيًا أصبحت صفرية، بنسبة عجز بلغت 52%، فيما بلغ عدد المستهلكات الطبية غير المتوفرة 710 أصناف بنسبة عجز 71%، كما توقفت خدمات القسطرة وجراحة القلب المفتوح بالكامل، وتهدد عمليات العظام والعيون التخصصية بالتوقف التام.
وأوضح رئيس وحدة المعلومات في وزارة الصحة، زاهر الوحيدي، أن نحو 1500 طفل ينتظرون السفر لتلقي العلاج، فيما يعاني 110 آلاف طفل من سوء التغذية، بينهم 9500 حالة حادّة، بينما تعاني 42% من النساء الحوامل من فقر الدم، مما يهدد صحتهن وصحة الأجنة.
حوادث مأساوية
سجلت غزة اليوم عدة حوادث مأساوية نتيجة تدمير المباني وخروقات العدو الصهيوني:
ـ خمسة شهداء وفقدان ثلاثة آخرين إثر انهيار منزل لعائلة لبد في حي الشيخ رضوان، شمال غربي غزة، بينهم طفلة تبلغ 17 عامًا.
ـ استشهاد ثلاثة مواطنين في حي الشجاعية شرق غزة، جراء استهداف صاروخي من قبل طائرات الاحتلال، ما رفع حصيلة الشهداء منذ اتفاق وقف إطلاق النار إلى 404 شهيدًا و1,108 مصابين.
ـ انتشال جثتي طفلتين شقيقتين من منزل انهار في الشيخ رضوان، فيما لا يزال البحث جاريًا عن الأب والأم.
الإهمال الطبي للأسرى
كشفت هيئة الأسرى والمحررين عن أوضاع كارثية لمعتقلين فلسطينيين، منهم ظافر الريماوي ومحمد كليب، بسبب الإهمال الطبي وسوء المعاملة داخل السجون الصهيونية، ويعاني الأسرى من أمراض مزمنة ونقص الرعاية الطبية، إضافة إلى اكتظاظ شديد في الزنازين وحرمان من العلاج، ما أدى لوفاة عشرات الأسرى منذ بداية الحرب على غزة.
خروقات وتأجيل الإعمار
أكد المرصد الأورومتوسطي أن الولايات المتحدة تقدم غطاءً للكيان الصهيوني لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة، عبر الدعم العسكري والسياسي واللوجستي، بما يسمح للكيان بمواصلة الحصار ومنع وصول المساعدات، وتدمير آلاف المنازل، وتهجير المدنيين، مع حرمان المرضى من السفر لتلقي العلاج.
كما حملت الجبهة الديمقراطية حكومة العدو الصهيوني مسؤولية تعطيل الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب، ودعت الأطراف الضامنة إلى ممارسة الضغط لإلزام الكيان بفتح المعابر، والسماح بإدخال المساعدات، وتنفيذ الاتفاقات دون مماطلة، خصوصًا في ظل استمرار الحصار والمعاناة الإنسانية.
كارثة إنسانية
وسط هذا الواقع الكارثي، يظل الشعب الفلسطيني في غزة أمام تحديات جسيمة للحفاظ على حياته وصحته، في ظل صمت دولي مستمر وتواطؤ مع الكيان، وتشير جميع المؤشرات إلى أن استمرار الحصار والخروقات سيزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية ويحول حياة المدنيين إلى كابوس دائم، مما يستدعي تدخل المجتمع الدولي العاجل لضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الطبية والغذائية، وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة قبل وقوع كارثة أكبر.
موقع 21 سبتمبر.



