استخدام البلاستيك في مطابخنا… خطر صامت أم مبالغة؟


في عالم تمتلئ مطابخنا فيه بالملاعق السوداء، وألواح التقطيع البلاستيكية، وحاويات الطعام الشفافة، يطرح السؤال نفسه بإلحاح: هل البلاستيك الذي نستعمله يومياً يشكّل خطراً حقيقياً على صحتنا؟ 🤔

المعطيات العلمية الحديثة تعيد فتح التحقيق في هذه المادة الشائعة، خصوصاً أن بعض الأدوات ــ مثل أدوات الطهي السوداء ــ قد تكون مصنوعة من بلاستيك مستخرج من نفايات إلكترونية تحتوي على مثبطات اللهب المبرومة، وهي مواد مرتبطة بمشكلات في الغدد الصماء وزيادة خطر السرطان. الأسوأ أن هذه المواد قد تتسرب إلى الطعام عند تعرض البلاستيك للحرارة.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد؛ فالأبحاث تُظهر أن الميكروبلاستيك يتناثر من ألواح التقطيع والحاويات القديمة، ويصل بسهولة إلى الجسم، وقد عُثر عليه حتى في أنسجة الدماغ! بعض الدراسات ربطت بين وجود هذه الجسيمات الدقيقة وبين مشكلات في القلب، الالتهابات، واضطرابات الذاكرة، رغم أن العلم لم يحسم كل شيء بعد.

أما المقالي غير اللاصقة، فتحتوي على مواد كيميائية “أبدية” مثل PFAS التي لا تتحلل طبيعياً، وترتبط بأضرار في المناعة والصحة الإنجابية والسرطانات. ومع أن كثيراً من الشركات الحديثة خفّضت استخدامها، تبقى المقلاة المخدوشة خطراً مؤكداً يجب التخلص منه فوراً.

مع كل هذا، يدعو العلماء لوضع المخاطر في سياق معقول: تجنّب البلاستيك تماماً شبه مستحيل، لكن تقليل التعرض يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً من دون دراما أو خوف زائد.

💡 ما الذي يمكن فعله لحماية نفسك؟

استبدلي أدوات الطهي البلاستيكية — خصوصاً السوداء — بأدوات خشبية أو ستانلس ستيل.

لا تسخني الطعام في البلاستيك داخل الميكروويف. استخدمي الزجاج بدلاً منه.

تخلّصي من الحاويات وألواح التقطيع القديمة والمخدوشة.

تجنّبي المقالي غير اللاصقة عندما تظهر عليها خدوش.

قلّلي الاعتماد على البلاستيك المعرّض للحرارة قدر الإمكان.

الحقيقة أن خلاصنا من البلاستيك بالكامل ليس واقعياً، لكنه ليس ضرورياً أيضاً. المطلوب فقط وعي واختيارات أكثر أماناً… وجرعة من الهدوء