لبنان يودّع القائد الجهادي هيثم الطبطبائي.. تشييع مهيب يؤكد استمرار المقاومة وتصاعد القلق داخل كيان العدو
لبنان يودّع القائد الجهادي هيثم الطبطبائي.. تشييع مهيب يؤكد استمرار المقاومة وتصاعد القلق داخل كيان العدو
بمشهد يليق بتضحيات القادة العظماء، ودّع لبنان والمقاومة الإسلامية في الضاحية الجنوبية لبيروت واحدًا من أعمدة المواجهة وأبطال معارك التحرير، القائد الجهادي الكبير هيثم علي الطبطبائي “السيد أبو علي”، الذي ارتقى مع ثلة من رفاقه في العدوان الصهيوني على الضاحية.. لم يكن التشييع مجرد مناسبة وداع، بل محطة جديدة في تأكيد أن دماء القادة لا تُطفئ جذوة المقاومة، بل تُعمّق حضورها وتشدّ من عزيمتها في مواجهة العدو الذي بات يدرك خطورة الحساب المفتوح عليه.
تشييع مهيب في الضاحية الجنوبية.. الجمهور يؤكد الوفاء لنهج الشهداء
شهدت منطقة الغبيري والضاحية الجنوبية ظهر الاثنين مراسم تشييع مهيبة للقائد الجهادي الكبير الشهيد هيثم علي الطبطبائي ورفاقه الشهداء، وسط حضور لافت لمشايخ وقيادات المقاومة وحشود شعبية غفيرة خرجت لاستقبال نعوش المجاهدين الذين ارتقوا في العدوان الإسرائيلي الأخير.
امتدت مسيرة التشييع من مركز الغبيري وصولاً إلى روضة الشهداء الأبرار، حيث توشّحت الساحات برايات المقاومة وصور القادة، في مشهد عكس حجم التقدير لمسيرة الشهيد ودوره التاريخي في حماية لبنان وبناء قوة الردع.
ورفع المشيعون الهتافات المؤكدة الاستمرار في النهج الجهادي، معتبرين أن دماء القائد ورفاقه هي وقود جديد لمسار المواجهة مع العدو الصهيوني.
الشهيد الطبطبائي.. 35 عامًا في ميادين الجهاد وصناعة الانتصارات
لم يكن السيد أبو علي مجرد قائد ميداني، بل كان واحدًا من صنّاع الاستراتيجيات ومهندسي المعارك التي غيّرت وجه الصراع مع الكيان الصهيوني.
على مدى أكثر من 35 عامًا، كان حاضراً في الصفوف الأولى، مشاركًا في العمليات الأولى للمقاومة، وواحدًا من أبرز القادة الذين أداروا معركة “أُولي البأس” التي شكّلت منعطفًا حاسمًا في كسر الهجوم البري للعدو ومحاولاته لاحتلال الجنوب.
كما لعب دورًا محوريًا في مرحلة ما بعد الحرب، سواء في البناء وإعادة التنظيم أو في صياغة خطط المواجهة ورفع مستوى الجهوزية والاستعداد في جبهة المقاومة.
الشيخ دعموش: اغتيال القادة يزيد حزب الله قوة وثباتًا
في كلمة مؤثرة خلال مراسم التشييع، أكّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن الشهيد الطبطبائي كان “رجل الميادين وصانع الانتصارات”، مشيرًا إلى أن المقاومة فقدت برحيله أحد أبرز قادتها الذين حملوا راية المواجهة منذ اللحظة الأولى.
وقال دعموش إن العدو الصهيوني ظنّ أن استهداف القادة سيقوّض بنية المقاومة، لكنه أخطأ التقدير، فالمقاومة ـ كما قال ـ “تكبر بالشهداء وتزداد قوة وعنفوانًا”.
وأضاف أن “العدو ارتكب حماقة كبيرة ستُبقيه قلقًا ومستنفَرًا في مواجهة الردود المحتملة”، مؤكداً أن المقاومة تمتلك من القوة والقدرات ما يجعلها قادرة على فرض معادلات جديدة.
كما شدد على أن “الالتزام بالعهد باقٍ… سنُكمل طريق الشهداء وسنبقى في الميدان دفاعًا عن لبنان والأمة”، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن الحكومة اللبنانية قدّمت تنازلات كثيرة بلا جدوى، وأن من واجب الدولة حماية مواطنيها ورفض الضغوط الخارجية.
شهداء الغبيري.. ثلة من مجاهدي الصف الأول
إلى جانب تشييع القائد الكبير السيد أبو علي، ودّعت المقاومة الإسلامية مجموعة من المجاهدين الذين ارتقوا معه في العدوان ذاته، وهم:
-
الشهيد قاسم حسين برجاوي “ملاك”.
-
الشهيد مصطفى أسعد برو “الحاج حسن”.
-
الشهيد رفعت أحمد حسين “أبو علي”.
-
الشهيد إبراهيم علي حسين “أمير”.
وقد حظي كل شهيد باستقبال يليق بتضحياته وبصماته في ساحات المواجهة، فيما أكد المشاركون أن دماء هؤلاء الأبطال ستظل منارًا لطريق المقاومة، ودافعًا لمراكمة القوة في مواجهة العدو.
قلق متصاعد في كيان العدو.. وبيئة المقاومة أكثر صلابة
بالتزامن مع مراسم التشييع، كشفت تصريحات قادة المقاومة عن تصاعد حالة القلق داخل الكيان الصهيوني، الذي يدرك أنه دفع ثمنًا باهظًا باغتيال قادة ميدانيين مؤثرين.
فرغم محاولات العدو إظهار قدرته على توجيه ضربات نوعية، فإن ردود الفعل السياسية والأمنية داخل الكيان تعكس حجم الارتباك، مقابل بيئة مقاومة أكثر تماسكًا وتلاحمًا مع مشروع التحرير.
مراسم التشييع بحد ذاتها حملت رسالة واضحة:
الاغتيالات لا تُضعف المقاومة… بل ترفع مستوى حضورها وتزيد قدرتها على المبادرة.
لم يكن وداعًا بل تجديدًا للعهد
برحيل القائد الجهادي الكبير هيثم الطبطبائي، يفقد محور المقاومة أحد أبرز رجاله، لكنّ دماءه ستظل حجرًا جديدًا في بناء قوة الردع التي تزداد صلابة كلما حاول العدو العبث بمعادلاتها.
تشييع اليوم لم يكن وداعًا فقط، بل تجديدًا للعهد بأن المقاومة باقية، وأن الرد على الجرائم الصهيونية آتٍ مهما طال الزمن، وأن لبنان سيبقى قلعة من قلاع المواجهة التي لا تنكسر.
نقلاً عن موقع 21 سبتمبر الاخباري.