شتاء قاسٍ يقترب… و”أطباء بلا حدود” تحذّر من كارثة إنسانية بسبب نقص المساعدات في غزة
في وقت يترقب فيه النازحون الفلسطينيون شتاءً يُنذر بمزيد من القسوة، أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة ما تزال ضئيلة للغاية وغير قادرة على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات، رغم مرور أسابيع على بدء وقف إطلاق النار. وقال فرانتس لوف، منسق الطوارئ في المنظمة داخل القطاع، إن الأوضاع لا تزال هشّة وأن خروقات الاحتلال المتكررة أدت إلى سقوط ضحايا جدد، ما يبرهن أن وقف النار لا يزال شكليًا في كثير من المناطق.
وأوضح لوف في تصريحات صحفية أن معظم الهجمات تأتي من مناطق قريبة من “الخط الأصفر” الذي رسمه جيش الاحتلال في خان يونس، حيث تواصل المروحيات الإسرائيلية إطلاق النار بشكل يجعل السكان والفرق الطبية عاجزين عن معرفة حدود الخطر. وكشف أن حادثة قريبة جدًا من مركز المنظمة الصحي في المواصي وقعت قبل يومين، ما دفع العاملين إلى الاعتقاد بأن الاحتلال يتجاوز هذا الخط بشكل متكرر أو يستخدمه ذريعة لشن ضربات جديدة.
وأشار إلى أن تدفق المساعدات الإنسانية يكاد يتوقف بالكامل منذ بدء وقف إطلاق النار، لافتًا إلى أنه لا توجد منشأة صحية واحدة تعمل بكامل طاقتها في غزة، بينما تعاني المستشفيات من نقص حاد في المعدات الأساسية والأدوية، وسط حاجة ملحّة لصيانة المرافق الطبية والمركبات الميدانية. وأضاف أن الناس يشعرون بالغضب بسبب عدم دخول الخيام الكافية رغم البرد القارس والأمطار التي بدأت تضرب بعض المناطق المكتظة بالنازحين.
وحذّر لوف من أن الوضع قد يتدهور بشدة مع دخول فصل الشتاء، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل والضغط على إسرائيل للسماح بدخول الإمدادات الضرورية، وعلى رأسها المواد الطبية والخيام ووسائل التدفئة، قبل أن تتفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليون نازح في القطاع.