الاحتلال يواصل التصعيد في غزة.. نسف منازل وقصف مدفعي رغم اتفاق وقف النار
في خرقٍ جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد عملياته العسكرية في قطاع غزة، مستهدفاً منازل المدنيين في مدينتي رفح وخانيونس جنوب القطاع، وسط قصف مدفعي وجوي عنيف طال الأحياء السكنية وأحدث دماراً واسعاً. وأفادت مصادر ميدانية بأن القصف تسبب في تدمير عدد من المنازل وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية، فيما فتحت آليات الاحتلال نيرانها باتجاه المناطق الشرقية من جباليا شمالي القطاع.
كما طالت الاعتداءات مناطق شرق دير البلح وسط القطاع، ما أدى إلى موجات نزوح جديدة بين السكان المدنيين الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية متدهورة، وسط مخاوف من ارتفاع أعداد الضحايا في ظل استمرار التصعيد العسكري. وأوضحت المصادر أن الطيران الحربي الإسرائيلي يحلق بكثافة في أجواء القطاع مستخدماً ذخائر ثقيلة، ما يعزز المخاوف من توسع نطاق العدوان ليشمل مناطق جديدة في الجنوب والوسط.
ويأتي هذا التصعيد رغم استمرار سريان اتفاق وقف النار، في وقت يفرض فيه الاحتلال حصاراً خانقاً يمنع دخول المساعدات الإنسانية. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، لم تتجاوز نسبة الشاحنات التي سمح الاحتلال بدخولها خلال الفترة من 10 إلى 31 أكتوبر 24% فقط من إجمالي الكميات المتفق عليها، ما فاقم الأزمة الإنسانية وعمّق معاناة السكان الذين يفتقرون إلى الغذاء والماء والوقود.
وفي سياق متصل، نفت حكومة غزة الاتهامات التي وجهتها القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” بشأن مزاعم نهب مساعدات إنسانية من قبل عناصر يشتبه بانتمائهم لحركة حماس، مؤكدة أن تلك الادعاءات “باطلة ومجرد محاولة لتضليل الرأي العام وتبرير تقصير الاحتلال في التزاماته الإنسانية”.
مع استمرار خروقات الاحتلال وتزايد التوتر الميداني، تتجه الأوضاع في القطاع نحو مزيد من التعقيد، في ظل غياب أي مؤشرات حقيقية على التزام إسرائيل بالاتفاق أو رغبتها في تخفيف الحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر المجاعة والبرد والمرض مع اقتراب فصل الشتاء.