عدن على حافة الانهيار المالي.. البنك المركزي يعلن العجز التام والرواتب تتوقف
في تطور ينذر بكارثة اقتصادية غير مسبوقة، أعلن البنك المركزي في عدن عملياً رفع “الراية البيضاء” بعد أن وصلت أزمة السيولة إلى مستوى الصفر، فيما ينتظر مئات الآلاف من الموظفين مصير رواتبهم المتوقفة منذ أشهر. مصادر اقتصادية مطلعة كشفت أن البنك استنفد كل ما تبقى من خياراته المالية، ولم يعد قادراً على تغطية النفقات الأساسية أو دفع المرتبات، مؤكدة أن الوضع المالي للحكومة الموالية للتحالف يمر بأسوأ مراحله منذ تأسيسها.
وأوضح المصدر أن جذور الأزمة تعود إلى امتناع عدد من المؤسسات عن توريد عائداتها إلى البنك، وسط توسع نفوذ الجبايات والاتاوات التي تفرضها الفصائل المسلحة في المحافظات الجنوبية، ما أدى إلى استنزاف موارد الدولة وحرمان الخزينة من مصادرها الطبيعية.
الأزمة تفاقمت أكثر بعد فشل الحكومة في شراء شحنة وقود لتشغيل محطات الكهرباء، مما زاد من معاناة المواطنين الذين يعيشون بالفعل في ظل انقطاع مستمر للخدمات الأساسية. وتزامن الانهيار المالي مع تصاعد الخلافات بين رئيس الحكومة “سالم بن بريك” ومدير البنك المركزي “أحمد المعبقي”، وسط تبادل الاتهامات حول سوء الإدارة والفساد المالي.
ووفقاً للمصدر، فإن رئيس الحكومة لا يزال في العاصمة السعودية الرياض، رافضاً العودة إلى عدن ما لم يتم ضمان صرف المرتبات وتأمين موارد مالية ثابتة، في حين يعيش الموظفون حالة من القلق والترقب مع تزايد المؤشرات على انهيار القدرة المالية الكاملة للحكومة.