مارس الماضي والحاضر

images (17)

بقلم/ أمةالملك الخاشب

في العام المنصرم وفي يوم السادس والعشرين منه استيقظ اليمنيون على أصوات ضربات جوية قوية ومفاجئة لم تكن لتخطر في بال أي محلل سياسي فكيف لها أن تخطر في بال مواطن يمني بسيط ؟ أو كيف كان سيتوقعها ؟ البعض لأول وهلة وقبل اعلان عادل الجبير عن مايسمى بعاصفة الحزم ,اعتقد انها أصوات رعد لأنه كان موسم أمطار على صنعاء ومحيطها .

وبعد اعلان الجبير من واشنطن عن مايسمى بعاصفة الحزم والمتأمل لكلمة حزم يعني تأديب وعقاب , والمتأمل لمصطلح عاصفة يدرك أن العواصف لا تستمر أكثر من ثلاثة أيام الى خمسة عشر يوما حتى وإن كانت عواصف صحراوية شديدة ’ فهل كانت دول تحالف العدوان تتوقع انها ستستمر لعام كامل وتدخل في العام الثاني ؟ وهي في حالة تخبط تمضي بعشوائية دون أي تخطيط ودون أي انجازات تذكر ؟

في 26 مارس الماضي استيقظ اليمنيون وهم في حالة صدمة مابين منذهل وغير مصدق أن بلدة تم الاعتداء عليها وأنه تم استهداف قاعدة الديلمي الجوية بمعداتها اضافةً إلى تدمير حي سكني كامل في بني حوات على رؤؤس ساكنيه وهم نائمون آمنون ! حاول البعض الاستفسار والبحث عن مبرر لهذا العدوان السافر والبحث عن أسباب ؟ فلم يجدوا أي مبرر ؟ ليس فقط ما أذهل اليمنيين وفاجئهم اعلان مايسمى عاصفة الحزم من واشنطن !!

الذي فاجئهم وطعنهم في ظهورهم اعلان مشاركة اخوة لهم في العروبة والاسلام في العدوان عليهم فكان حديث الشارع وتساؤله عن صدمتهم من مشاركة مصر والمغرب والاردن والسودان والامارات والكويت وو و وعن اتحاد العرب جميعا ضد اليمن وهم المختلفون دائما ؟ وبعدها بيوم واحد القى السيد حسن نصر الله خطابه الشهير وطالب بنسمة حزم وليس عاصفة ضد اسرائيل ’ ولم تمض سوى أيام إلا واعلن حزب الاصلاح عن انحطاطه وتأييده لتدمير بلادة وضربها ,فكان ذلك اليوم عيداً لكل المرتزقة والخونة من كافة أرجاء اليمن ومن كافة الاحزاب>

اعتقد أولئك السفلة الذين لم يشهد لهم التاريخ مثيل أنهم بتطبيلهم للأجنبي لتدمير بلدهم واحتلالها أن هذا نكاية بخصومهم وانه سيُغفر لهم وأن تسبيحهم بحمد سلمان سينجيهم من الاستهداف وسيعيدهم للسلطة وللمناصب ولو على حساب دماء وأشلاء اخوانهم من اليمنيين >

كان يوم السادس والعشرين من مارس الماضي بمثابة كارثة حلت على الشعب اليمني طبعا هذا في نظر أصحاب النظرة القاصرة والمحدودة رغم أن الله يقول عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , فرغم كل الجراح والدماء والآلام والدمار إلا أن هذا العدوان كشف الكثير من الحقائق واسقط الكثير من الاقنعة وأيقظ الناس من غفلتهم ووحد الصفوف ولمّ شمل كل الشرفاء باختلاف انتماءاتهم وأحزابهم فكان يوم السادس والعشرين من مارس هذا العام يوم من أيام الله المشهودة سواءً في الصباح أو في العصر ففيه رسم اليمانيون ابهى صورة وأعظمها في تحدي وتلاحم وصمود وعظمة اذهلت العالم جميعه بأن هؤلاء اليمنيون بعد عام كامل من الحصار والقصف وانعدام ابسط مقومات الحياة كالكهرباء والمشتقات النفطية والمستلزمات الطبية.

وجه فيه اليمنيون صفعة قوية للعملاء المرتزقة مفادها أن اليمن باقٍ وشامخ وأنهم هم المنتهون الى غير رجعة ,ولكن ماذا جنى العدوان غير الفضائح والخزي باستئجارهم المرتزقة والجيوش رغم امتلاكهم أحدث أنواع الأسلحة وأعتاها فقد أصبحوا أضحوكة العالم ومحل سخرية الشعوب , فشتان بين مارس الماضي ومارس الحاضر فبين شهورهما نتائج عام كامل تؤكد أن شعب اليمن لا ولن يهزم وأن كل تضحياته سوف تثمر وتنتج يمنا حراً سيدّاً مستقلا عربياً مقاوماّ داعماً لخط المقاومة الذي هو جزء أساسي منها