بين الركام والجوع.. إبادة جماعية في قلب غزة


في غزة، لا تنتظر الحياة أحدًا، بل تلاحقه كل لحظة، كل بيت يمكن أن يصبح قبرًا، وكل لحظة انتظار هي صراع بين البقاء والموت.

منذ السابع من أكتوبر 2023، يُقتل الفلسطينيون بلا رحمة، والأطفال هم أول من يدفع الثمن، القصف يستمر، الملاجئ تنهار، والمواد الغذائية والدواء محاصرة خلف الحواجز.

كل رقم يُعلن عنه وزارة الصحة ليس مجرد إحصاء، بل حياة فقدت، أسرة تمزقت، وطفل لم يعرف طعم الأمان.

حصيلة مرعبة

وزارة الصحة في غزة أعلنت أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 65,283 شهيدًا و166,575 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.

خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، استقبلت المستشفيات 75 شهيدًا و304 جرحى، بينما لا يزال العشرات محاصرين تحت الركام والأنقاض، حيث تعجز فرق الإسعاف عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر ونقص الإمكانيات.. كل رقم هنا يمثل حياة أزهقت، وعائلة تبحث عن قريب قد لا تعثر عليه أبدًا.

غزة تحت التجويع

وزارة الصحة أكدت تسجيل أربع حالات وفاة جديدة جراء سوء التغذية والمجاعة خلال اليوم الماضي، ليرتفع إجمالي ضحايا التجويع إلى 440 شهيدًا، بينهم 147 طفلًا.

منذ إعلان مؤشر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) عن وقوع المجاعة في غزة، سُجلت 162 وفاة إضافية، بينهم 32 طفلًا.. الأطفال يموتون جوعًا، والنساء يشاهدن صرخاتهم تتلاشى أمام أعينهن، بينما العالم يراقب بلا فعل.

تفاقم ظاهرة المفقودين

المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً حذر من تزايد حالات فقدان المواطنين في غزة، مشيرًا إلى أن عشرات العائلات أبلغت عن أقارب فقدوا أثرهم وسط القصف ونقص وسائل النزوح الآمنة.

أوامر الإخلاء القسرية تدفع آلاف العائلات للنزوح السريع، ما يترك وراءه مفقودين وضحايا دون أي فرصة للإنقاذ، وسط صعوبة وصول فرق الدفاع المدني نتيجة نقص الوقود والمعدات.

عرقلة الإغاثة الطبية ومعاناة مضاعفة

مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، محمد أبو عفش، أكد استمرار عرقلة دخول المستلزمات الطبية والمواد الغذائية، واستهداف البنية التحتية للمرافق الصحية، ما أدى إلى نزوح جماعي للمدنيين، خصوصًا من المناطق الغربية نحو الوسطى والجنوبية للقطاع.

الوضع الصحي هش وخطر، المستشفيات قليلة، والإمكانيات محدودة لاستقبال أعداد كبيرة من الجرحى، خصوصًا النساء والأطفال.

مجزرة جديدة

استشهد ثمانية فلسطينيين، بينهم 4 أطفال وامرأتان، وأصيب نحو 20 آخرين في مخيم البريج، جراء قصف مباشر لطائرات العدو الصهيوني لتجمع مدني أمام عيادة تابعة لـ”أونروا”.

كما قصفت طائرات كيان العدو برج الملش جنوب دوار أبو يوسف القوقا، وخلفت دمارًا وخسائر بشرية إضافية، لتؤكد أن كل يوم في غزة يعني مجزرة جديدة، ويجعل المدينة كلها معرضة للموت بلا توقف.

غزة.. صرخة لا يسمعها العالم

غزة اليوم ليست مجرد مدينة تحت الحصار، بل مختبر للإبادة الجماعية، حيث يعيش الأطفال والنساء والشيوخ في خطر دائم، بين الركام والجوع والقصف المتواصل.

كل دقيقة تأخير، وكل صمت دولي، يعني روحًا جديدة تُزهق، وحلمًا آخر يُقتل قبل أن يولد، الإنسانية الحقيقية تُقاس بما نفعله الآن، لا بما نقوله لاحقًا، غزة تصرخ، وعالم اليوم مطالب بالاستيقاظ قبل أن يُزهق آخر طفل وتختفي آخر لحظة أمل.

 

موقع 21 سبتمبر الاخباري