نقاط ناكئة في مواقف باهتة وأُمّة بلا هُوية!
بقلم / سند الصيادي
في قلب الأجواء المثقلة بألمِ فلسطينَ وآهاتِ نسائها وأطفالها، وبعد قمةٍ حملت الأُمَّــةَ عليها آمالًا دفينةً لم تُحقّق، انطلق صوتُ السيد القائد كصرخةِ صدقٍ تعكس لوعةَ الأُمَّــة وخيبتَها من مخرجاتِ قممٍ رسميّةٍ لم تلمسْ عمقَ الجرحِ، ولم ترتقِ إلى سموّ التحدي الذي يفرضه محتلّ غاشم.
يؤكّـد سماحته أن القمةَ العربية والإسلامية كانت فرصةً ذهبيةً لتترجم الإمْكَاناتِ الهائلةَ والمواقعِ الجغرافيةَ للأُمَّـة إلى فعلٍ ملموس، لكن الواقعَ المرير كشف عن غيابِ الإرادَة، وعن انزياحٍ مريبٍ عن ساحةِ الفعل الحقيقي، تاركًا المقاومةَ والشعبَ الفلسطيني ينزفانِ وحيدين تحت سطوةِ العدوان.
يشيرُ بمرارةٍ إلى أن الأنظمة العربية لم تتجرأ على خطواتٍ كانت ستحولُ المسارَ، كقطعِ العلاقاتِ مع العدوّ، أَو إغلاق الأجواء في وجهِه، أَو حتى تقديمِ دعمٍ ماديّ وإعلاميّ حقيقيّ للمقاومة، رغم أن هذه الخطوات كانت كفيلةً بأن تردعَ آلةَ الحربِ الصهيونية.
بل إن استمرار تلك العلاقات يمنح العدوّ مكاسبَ مباشرةً تفوق حتى مصالحَ المطبِّعين أنفسهم، ويعزّز من قدرته على مواصلةِ عدوانِه بلا حياء.
ويشيرُ بمرارةٍ إلى أن الأنظمة العربية لم تتجرأ على خطواتٍ كانت ستحول المسارَ، كقطعِ العلاقاتِ مع العدوّ، أَو إغلاق الأجواء في وجهِه، أَو حتى تقديمِ دعمٍ ماديّ وإعلاميّ حقيقيّ للمقاومة، رغم أن هذه الخطوات كانت كفيلةً بأن تردعَ آلةَ الحربِ الصهيونية.
بل إن استمرار تلك العلاقات يمنح العدوّ مكاسبَ مباشرةً تفوق حتى مصالحَ المطبعين أنفسهم، ويعزّز من قدرته على مواصلةِ عدوانِه بلا حياء.
وفي ذروةِ الإجرام الصهيونيِّ ضدَّ غزةَ واستباحةِ سوريا ولبنان وكلِّ الأُمَّــة، يتطرّقُ القائدُ إلى شراكةِ النظامِ السعوديّ مع بريطانيا لحمايةِ ما يُسمّى “أمنَ الملاحة” – وهي خطوةٌ وصفها السيدُ القائدُ بخيانةٍ للأُمَّـة لن تنجح، وثمةُ رسائلُ تهديدٍ لكلِّ من يفكّر في التورطِ عسكريًّا لحمايةِ العدوّ، مؤكّـدًا أن اليمن سيواجهُه كما يواجه (إسرائيل) ذاتها؛ لأَنَّ من يقف مع المحتلّ خائنٌ وعميلٌ، ولن يكون مصيره سوى الخسرانَ والفضيحةَ.
كما حذّرَ من الوهمِ الذي تعيشه بعضُ الأنظمة، ومنها السعوديّة، مؤكّـدًا أن العدوّ الإسرائيلي لا يرى فيها سوى أدَاة استغلالية، وأن أي دعمٍ استخباريّ أَو ماليّ تقدمه الرياضُ لا يغيّر من حقيقةٍ أن (إسرائيل) تستهينُ بها وتتعاملُ معها بمنطق المصالحِ المؤقتةِ لا الشراكةِ الحقيقيةِ.
ويشيرُ السيدُ القائدُ بمرارةٍ إلى أن بعضَ الأنظمة تردّد كالببَّغاء المصطلحاتِ الإسرائيليةَ التي تهدف إلى تشويهِ الموقفِ اليمنيِّ العادل، ووصفِه بأنه “إيراني” فقط لخدمةِ الروايةِ الصهيونيةِ وتبريرِ خيانتها، مؤكّـدًا أن المنافقين يتحَرّكون بهندسةِ العدوّ ليفتنوا الناسَ عن الموقفِ الحقِّ، ويبطلوا تضحياتِ الأُمَّــة.
وأمام مشهدٍ يُجسّدُ تخاذلَ القادة العرب والمسلمين وضعفَهم أمام دعمٍ غربيٍّ صارخٍ يكرّس الظلمَ والاحتلال، يشيدُ الخطابُ بتلك النبضاتِ الشعبيّة الأصيلةِ في بعض الدول الأُورُوبية التي قاطعت المنتجاتِ الإسرائيليةَ، معتبرًا أنها قدّمت درسًا في الإنسانيةِ والموقفِ الأخلاقي، فيما قصرَ العالمُ الإسلامي -للأسف- في إظهار موقفٍ موحّدٍ وجماعيٍّ يليقُ بقضيةٍ تحمل كُـلَّ هذا القدسيةِ.
وفي صميمِ رسالته، دعا السيدُ القائدُ إلى العودةِ إلى المنهجِ القرآني في التعاملِ مع الأعداء ومواجهةِ التحدياتِ، معتبرًا أن الأُمَّــة في أحوجِ لحظاتها إلى توحيدِ الموقفِ وضبطِ البوصلةِ نحو الحقِّ والعدلِ، لتستعيدَ كرامتَها وقدرتَها على التأثير.
هكذا يظلُّ خطابُ السيدِ القائدِ صرخةً مدويةً في ضميرِ الأُمَّــة، ونقاطٍ فاعلةٍ في قممٍ وبياناتٍ ومواقف باهتةٍ ومخزيةٍ، نقاطٌ تضعُ المسؤوليةَ على عاتقِ الأنظمة والشعوبِ معًا، وتقول:
لقد حان وقتُ الفعلِ لا القولِ، وقتُ الوَحدةِ لا التشرذمِ، وقتُ أن تكتبوا بقراراتِكم وشجاعتِكم فصلًا جديدًا من فصولِ النضالِ..
أَو أن تبقوا على هامشٍ وفي مزبلةِ التاريخ.