تفجير غامض يهز قلب تعز ويحوّل مقر حزب الإصلاح إلى ساحة دماء
هزّ انفجار عنيف، اليوم الخميس، وسط مدينة تعز، بعد استهدافه المقر الرئيسي لحزب الإصلاح في شارع جمال، مخلفًا قرابة 17 قتيلًا وجريحًا في حصيلة أولية، في حادثة أعادت إلى الواجهة هشاشة الوضع الأمني وتصاعد الصراعات بين القوى المتنازعة في المحافظة. وأفادت مصادر محلية بأن الانفجار نُفّذ بواسطة عبوة ناسفة جرى تفجيرها عن بُعد، ما أدى إلى مقتل القيادي في حزب الإصلاح بمديرية القاهرة، إبراهيم الشراعي، وإصابة قيادي آخر هو عبدالجليل مقبل، إضافة إلى إصابة اثنين من حراسة المقر.
وأشارت المصادر إلى أن دويّ الانفجار أحدث حالة من الهلع في المنطقة المكتظة بالسكان، وأسفر عن إصابة ما يقارب 13 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، جرى إسعافهم إلى عدد من المستشفيات في المدينة، حيث وُصفت حالة بعضهم بالحرجة. وخلّف التفجير أضرارًا مادية في محيط المقر، وسط انتشار أمني محدود ومحاولات لإغلاق المكان بعد الحادثة.
وفي أول تعليق له، أدان حزب الإصلاح التفجير، واصفًا إياه بـ”الجريمة الغادرة” و”النكراء”، معتبرًا أن استهداف مقره يمثل اعتداءً مباشرًا على العمل السياسي والحزبي المدني في تعز، دون أن يعلن عن الجهة التي تقف خلف العملية. وطالب الحزب الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها، وفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادثة وملاحقة المتورطين.
ويأتي هذا التفجير في سياق التوترات المتصاعدة التي تشهدها محافظة تعز، الخاضعة لسيطرة التحالف، حيث تتشابك الصراعات بين فصائل حزب الإصلاح والقوات الموالية للإمارات، في ظل سعي الأخيرة لتوسيع نفوذها وفرض سيطرتها على المناطق التي يهيمن عليها الحزب، ما ينذر بمزيد من الانفلات الأمني وتداعيات خطيرة على حياة المدنيين واستقرار المدينة.