اقتحام مسلح يفرغ خزينة البنك المركزي في الغيضة ويثير مخاوف من انفلات مالي وأمني


شهدت مدينة الغيضة، مركز محافظة المهرة، تطورًا خطيرًا مع إقدام مجاميع مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للإمارات، على اقتحام فرع البنك المركزي اليمني، في عملية وُصفت بالمنظمة والسريعة، أسفرت عن الاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة ونقلها إلى مقر قيادة المحور العسكري في المحافظة. وبحسب مصادر محلية مطلعة، فإن القوة المهاجمة وصلت على متن مدرعات وآليات عسكرية إماراتية، ودخلت مبنى البنك مستخدمة عتادًا عسكريًا، قبل أن تبدأ بإخراج الأموال وتعبئتها في أكياس كبيرة، ثم نقلها مباشرة تحت حراسة مشددة إلى المقر العسكري الذي سيطرت عليه الفصائل ذاتها خلال الأسبوعين الماضيين.

وأوضحت المصادر أن العملية نُفذت وسط تعتيم إعلامي لافت، ودون أي توضيح رسمي من السلطات المحلية الموالية للتحالف، ما أثار تساؤلات واسعة حول الجهة التي أصدرت أوامر الاقتحام والنهب، وحول مصير الأموال المنهوبة، في ظل غياب أي إعلان أو بيان يشرح الملابسات أو يحدد المسؤوليات. وأكدت أن سرعة التنفيذ واستخدام القوة العسكرية يعكسان طبيعة التحركات الأخيرة التي تشهدها المهرة، والتي تتسم بتصعيد ميداني متواصل وتوسّع في السيطرة على مؤسسات الدولة.

ويأتي هذا الحادث ضمن سياق أوسع من التوتر المتصاعد في المحافظة منذ مطلع ديسمبر الجاري، عقب اجتياح معسكراتها والسيطرة على الموانئ والمنشآت الخدمية من قبل فصائل الانتقالي الموالية للإمارات، الأمر الذي فاقم المخاوف من تداعيات اقتصادية وأمنية خطيرة، لا سيما مع استهداف مؤسسة سيادية حساسة كالبنك المركزي. وفي المقابل، جددت سلطات محلية في عدد من مديريات المهرة مطالبها لدول التحالف، السعودية والإمارات، بسحب الفصائل المسلحة وإعادة مجاميع الانتقالي إلى مناطق انتشارها السابقة في عدن والضالع ولحج وأبين، محمّلة القوات السعودية مسؤولية التواطؤ في ما جرى، بعد سيطرة تلك الفصائل على معسكرات المنطقة الأولى في وادي حضرموت.