تحركات ميدانية جديدة تعيد رسم مشهد النفوذ في حضرموت


بدأت فصائل عسكرية موالية للسعودية، اليوم الخميس، تنفيذ انتشار ميداني واسع في محافظة حضرموت، في خطوة لافتة تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية متشابكة، وتأتي في توقيت حساس تشهده المحافظة. وأعلنت قوات “درع الوطن”، عبر منصاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، انطلاق عملية الانتشار ووصفتها بأنها منظمة وهادفة إلى تأمين الطرق العامة والمواقع الحيوية في هضبة حضرموت، في إطار ما قالت إنه تعزيز للاستقرار وحماية للمصالح الحيوية في المنطقة.

وأظهرت صور تداولتها هذه الفصائل تقدّم وحداتها باتجاه مدينة سيئون، المركز الإداري لوادي وصحراء حضرموت، ما اعتُبر مؤشرًا على توسّع نطاق الانتشار واقترابه من مناطق ذات ثقل إداري وعسكري. ويأتي هذا التحرك بعد أيام من توترات ميدانية شهدتها المحافظة، خصوصًا عقب إخلاء ميليشيا المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، لعدد من المعسكرات تحت تهديد القصف الجوي، في مشهد يعكس تصاعد حدة الصراع بين أطراف التحالف على النفوذ والسيطرة.

وفي الوقت الذي لم تُحسم فيه طبيعة هذا الانتشار، وما إذا كان جزءًا من تفاهمات مسبقة مع الجانب الإماراتي أو خطوة سعودية منفردة للحسم العسكري، فإن توقيته يطرح تساؤلات واسعة، خاصة أنه جاء بعد ساعات فقط من لقاء جمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بوزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان. ويرى مراقبون أن هذه التحركات قد تمثل محاولة سعودية لفرض واقع جديد على الأرض، وإجبار الفصائل الموالية للإمارات على الانسحاب بالقوة، ما ينذر بمرحلة جديدة من التصعيد في حضرموت ذات الأهمية الاستراتيجية.