خفايا وأبعاد الصراع في منطقة باب المندب

بقلم / إسماعيل المحاقري

فضيحة جديدة لا بل فضائح متعددة ومن العيار الثقيل للنظام السعودي الذي جعل من القومية العربية ذريعة لشن عدوانه على الشعب اليمني تكشفها انجازات الجيش واللجان الشعبية في منطقة باب المندب وفي محيطها ليس آخرها ضربة “توتشكا” القاصمة والمسددة على مركز عمليات قوى الغزو والاحتلال التي وضعت حدا لذرائع ومبررات العدوان وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك حقيقة البعد الصهيوني في هذا العدوان الكوني الهمجي والبربري.

هذه العملية وبقدر ما حققته من انجاز نوعي على المستويين العسكري والأمني للجيش واللجان الشعبية باستهدافهم وقتلهم كبار قيادات تحالف العدوان بقدر ما بينت خفايا الصراع وأبعاد الأطماع الدولية والإقليمية في منطقة باب المندب.

إحدى أهم المناطق الإستراتيجية في العالم والتي يحتدم الصراع حولها ويجري إرسال المرتزقة من مختلف البلدان والأجناس إليها بعد أن أثبت النظام السعودي فشله والهدف واضح هو إسقاط هذه المنطقة والسيطرة عليها كونها ومن وجهة نظر الصهاينة والأمريكان تهدد أمن ومصالح الكيان الإسرائيلي كما جاء ذلك على لسان مسؤولية الذين سارعوا إلى التأكيد عن تقاطع مصالحهم وأهدافهم مع السعودية منذ الأسابيع الأولى لبدء ما أسموه عاصفة الحزم.

وهنا تتعزز هذه الحقائق بحيث لم يعد بمقدور أحد التغطية عليها وإخفاؤها فأكثر من مائة وخمسين مرتزقا أجنبيا جلهم من البلاك ووتر الأمريكية قتلوا في هذه المنطقة دون سواها من بينهم الإسرائيلي المرتزق “موشي حاييم كابروف” إضافة إلى التحرك المشبوه لتحالف العدوان وإعلانه مؤخرا عن سيطرته على أهم الجزر اليمنية تحت ذريعة حماية خط الملاحة الدولية في باب المندب في خطوة تكشف حقيقة المخطط الصهيو أمريكي الطامع في اليمن.

والجدير ذكره في هذا السياق القول إن الأحرى بالسعودية وبتحالف عدوانها بدلا من السيطرة على جزرنا اليمنية تحت أي مسمى تحرير جزرها من الكيان الصهيوني تلك الجزر المنسية لدرجة أن المواطن السعودي لا يعرف عنمها شيئا بقدر ما يسمع عن الجزر الإماراتية التي يقولون أن إيران احتلتها.

ولم تقف فضائح تحالف العدوان عند هذا الحد وحسب بل إن مصرع المدعو أبو عبيدة الكازمي أمير ما يسمى ولاية عدن وتعز بتنظيم داعش وأثنين وستين من عناصره في عملية “توتشكا” باب المندب إلى جانب الجنود الغزاة ومرتزقة البلاك ووتر تعد فضيحة من العيار الثقيل لهذا التحالف فمن سخريات القدر أن تجتمع كل هذه المتناقضات وتدار من قسم عمليات واحد وأي سؤال في مثل هذه الحالة يجيب عن نفسه كاشفا عن العلاقة العضوية بين النظام السعودي وعناصر القاعدة وداعش ومبينا الوجه الآخر لهما ممثلا بالعدو الصهيو أمريكي؟؟

وأمام هذه الفضائح والانتكاسات والهزائم المتسارعة والمتكررة لما أسموه التحالف العربي في اليمن النظام السعودي… يهرب إلى الأمام معلنا عن تشكيل ما أسموه التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب … والسؤال هنا ماذا بعد التستر خلف القومية العربية لإخضاع اليمن والتحكم بثرواتها ومقدراتها وعن أي إرهاب يقصدون والسعودية وإلى جانبها تركيا وقطر من طلائع الدول الداعمة والمنتجة للعناصر التكفيرية في مختلف البلدان والأقطار.