الصماد: القدس هي المعيار الذي نقيس من خلالها تقدم العرب والمسلمين أو تخلفهم

صالح-الصماد-768x571

أكد صالح الصماد رئيس المجلس السياسي لأنصار الله اليوم الجمعة  أن القدس والقضية الفلسطينية هي البوصلة التي تؤشر على ما إذا كانت الأمة تسير في الاتجاه الصحيح أم في الاتجاه الخاطئ.

وقال الصماد في كلمة ألقاها في المسيرة الحاشدة التي شهدتها العاصمة صنعاء احياء ليوم القدس العالمي إن “القدس هي المعيار الذي نقيس من خلاله مستوى تقدم العرب والمسلمين أو تراجعهم، مستوى تغلبهم أو نهضتهم، مستوى استقلالهم أو تبعيتهم، مستوى تطورهم أو ترديهم”.

وأضاف أن هناك دائما لدى كل الشعوب والأمم جملة من المقاييس والمؤشرات، الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والثقافية والصناعية تعتمدها لمستوى تقدمها وتطورها المادي والمعنوي، وبالنسبة للعرب فإن قضية القدس هي المؤشر الذي يختزل بداخله كل مؤشرات التقدم والتخلف .

وأشار أن قضية فلسطين هي القضية الأساس للأمة التي يجب أن تتجه نحوها بوصلة الأمة للوقوف مع الشعب الفلسطيني.

واكد أنه من المفترض على الأنظمة العربية التي تجثم على أعظم ثروات الأرض وتسيطر على رقعة جغرافية استراتيجية، أن تتوجه لمواجهة الكيان الصهيوني وتحرير أرض فلسطين.

ولفت إلى إن رمزية القدس والقضية الفلسطينية هي رمزية أعم وأشمل من دلالاتها المكانية وتعبيراتها الروحية، لتشمل الوضع الشامل للعرب والمسلمين وتمتد لكل المجالات السياسية والاقتصادية والمعرفة والثقافية والاجتماعية والعسكرية.

وأشار إلى أن خروج شعبنا في هذا اليوم لإحياء ذكرى يوم القدس العالمي هو امتدادا للموقف الأصيل والمبدئي للشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية، قضية الأمة المحورية والكبرى.

ولفت إلى إن هذا الخروج الكبير والمشرف للعام الثاني تحت وطأة العدوان والحصار يدل على عظمة هذا الشعب الذي لم يكن يوما رغم حجم المآسي والمعاناة التي طالت كل أبناء الشعب جراء العدوان السعودي الأمريكي الغاشم الذي استهدف كل شيء في هذا البلد.

وقال رئيس المجلس السياسي لأنصار الله إن البلدان العربية استطاعت أن تنزع استقلالها وأن تطرد المستعمر الغربي من أراضيها باستثناء أرض فلسطين.

وأضاف أن تحرر العرب إلا أنهم لا زالوا تحت الهيمنة الغير مباشرة، وأن قضية فلسطين شاهدا حيا على أن قضية التحرير والاستقلال بقيت ناقصة ما لم تنجز الأمة التحرير الأكبر والشامل، ما لم تكن مستقلة ثقافيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا.

وأشار إلى أن أبناء الشعوب العربية استطاعت تطرد بريطانيا وفرنسا من كل الأراضي العربية والإسلامية، وبعد أن نالت استقلالها عجزت أن تفعل شيئا للقدس وفلسطين، ووقفت عاجزة أمام حفنة من الصهاينة أمام كيان مصنطع لا يتجاوز عمره السياسي الـ60 عاما،

ولفت إلى الأنظمة العربية بقيت عاجزة لأنها وإن تحررت من الاستعمار المباشر بقيت تابعة سياسيا واقتصاديا وعسكريا للاستعمار لأنها لم تنجز الاستقلال الشامل، مشيرا إلى إن قضية فلسطين هي مؤشر يشخص حالة التخلف والعجز العربي والإسلامي، تشخص حالة الاستقلال المنقوص، تشخص حالة الهوان والإذلال التي يمارسها هذا الكيان.

وأكد على أن هناك ارتباط مصيري بين وضع القدس وفلسطين وبين وضع العرب والمسلمين، فكلما كانت القدس في خطر كلما كانت الأمة في خطر، وكلما تراجعت مكانة القدس والقضية الفلسطينية في الخطاب السياسي والإعلامي العربي والإسلامي كان ذلك شاهدا على تراجع خطير في جميع المستويات.

ولفت إلى أن العرب لم يوجهوا الطاقات والقدرات نحو مصدر التهديد الاستراتيجي للعرب الذي كان ولا يزال، وهو الخطر الصهيوني.

وأشار إلى أن العرب استنزفوا مواردهم وطاقاتهم على المعارك والخلافات الداخلية وصراعات لا يمكن أن تصل بالأمة إلى الاستقرار الداخلي ولا علاقة لها بالأمن القومي العربي.

وشدد الصماد على أن إثارة الفتن بين الشيعة والسنة وتأجيج الصراع بين العرب والفرس وإعادة تقسيم المنطقة على أساس ديني وطائفي مذهبي الهدف منه هو تسويغ إسرائيل دولة دينية قومية للهيود وفرض هيمنتها على تلك الدويلات الهشة الضعيفة والمتنازعة.

وأكد إن ارتهان أغلب أنظمة العمالية للكيان الصهيوني وحاميته أمريكا ساهمت بشكل كبير في تمكين الصهاينة من إحكام سيطرتهم على أرض فلسطين.

وأكد أن الكثير من الأنظمة وفي مقدمتها النظام السعودي اتجهت بعد أن مكنت الكيان الصهيوني من السيطرة على أرض فلسطين لإزالة أي حجر عثرة قد تشكل تهديدا للكيان الصهيوني ولو بعد حين.

وأكد أن الأنظمة العربية وصل بهم الأمر إلى أن يتآمروا على حركات المقاومة التي بدأت تهدد الكيان الصهويني وشكلت نواة حقيقية لتحرير فلسطين، فساهمت في قمعها وحصارها أكثر وأسوأ مما قام به الصهاينة.

وقال الصماد إن ما يتعرض له الشعب اليمني اليوم من عدوان سافر وغاشم هو امتداد لمشروع العمالة والارتهان الذي يمثل كبره النظام السعودي في استهداف كل صوت حر شريف يتحرك لاستنهاض الأمة.

وأضاف إن النظام السعودي الذي نصب نفسه درعا حصينا وحاميا للكيان الصهيوني عمل كل ما بوسعه للوقوف في وجه الشعب اليمني لإثنائه عن تبني مشروعه الحضاري والتنويري لمواجهة الخطر الأمريكي والصهيوني.

وأشار إلى أن النظام السعودي عمد إلى تغذية الفكر التكفيري لاستهداف أي تحرك ضد الكيان الصهيوني، إلا أن عنفوان هذا الشعب العظيم وقيمه أصالته تجاوزت كل هذه المؤامرات لتجعل من قضية فلسطين هي القضية الأولى في اهتمامات الشعب اليمني.

وأكد أن النظام السعودي بادر ومن خلفه الأمريكي إلى استخدام القوة العسكرية المفرطة للقضاء على هذا المشروع التحري في اليمن.