تحركات إماراتية بأسلحة متطورة تفتح باب مواجهة جديدة مع السعودية
تشهد المحافظات الشرقية لليمن تطورات عسكرية لافتة تنذر بمرحلة جديدة من التوتر الإقليمي، مع كشف مصادر سياسية جنوبية عن تحركات إماراتية متسارعة وُصفت بأنها تحمل طابع الاستفزاز المباشر للسعودية، وتمهّد لتفجير صراع جديد في حضرموت والمهرة. هذه التحركات جاءت في توقيت بالغ الحساسية، وسط توازنات هشة وتحالفات متصدعة داخل معسكر التحالف نفسه.
وبحسب ما أعلنه الناشط السياسي والإعلامي الجنوبي عادل الحسني، فقد أقدمت أبوظبي على خطوة مفاجئة تمثلت في سحب قوات “العمالقة” من الساحل الغربي، بعد تزويدها بأسلحة نوعية ومتطورة، من بينها طيران مسيّر، في تطور اعتبره مراقبون نقلة خطيرة في مسار الصراع. وأشار الحسني إلى أن هذه القوات جرى توجيهها نحو محافظتي حضرموت والمهرة، في خطوة تحمل رسائل سياسية وعسكرية واضحة تتجاوز البعد الميداني.
وفي تغريدة نشرها على منصة “إكس”، أكد الحسني أن التحرك الإماراتي يأتي “في تحدٍّ واضح وصريح للسعودية”، لافتًا إلى أن نقل قوات مدججة بأسلحة حديثة إلى الشرق اليمني لا يمكن فصله عن صراع النفوذ بين أطراف التحالف، ولا عن محاولات إعادة رسم خارطة السيطرة في المناطق الاستراتيجية الغنية بالموارد والمنافذ الحيوية. ورافق التغريدة مقطع فيديو يُظهر أرتالًا عسكرية لقوات العمالقة وهي تتجه نحو حضرموت والمهرة، في مشهد يعكس حجم الاستعدادات والتحضيرات الميدانية.
ويرى متابعون أن هذا التحرك يكشف عن تصاعد الخلافات غير المعلنة بين الرياض وأبوظبي، بعد سنوات من الشراكة العسكرية التي شابتها تناقضات عميقة في الأهداف والمصالح، خصوصًا في جنوب وشرق اليمن. كما يثير القلق من انزلاق تلك المناطق إلى صراع جديد، في وقت يعاني فيه اليمن أصلًا من تداعيات حرب طويلة أنهكت المجتمع والدولة على حد سواء.
وتأتي هذه التطورات في ظل صمت رسمي من أطراف التحالف، يقابله ترقب واسع في الأوساط المحلية والإقليمية، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت التحركات الإماراتية تمهّد لمواجهة مفتوحة مع النفوذ السعودي شرق اليمن، أم أنها مجرد إعادة تموضع عسكري تحمل في طياتها رسائل ضغط سياسية تتجاوز حدود الجغرافيا اليمنية.