صحيفة عبرية تفضح مساعي صهيونية لشرعنة فصائل موالية للإمارات في جنوب اليمن
كشفت صحيفة “معاريف” العبرية عن مخطط صهيوني جديد يسعى إلى استنساخ تجربة الاعتراف بإقليم “أرض الصومال” وتطبيقها في المحافظات الجنوبية اليمنية الخاضعة للاحتلال، في خطوة تعكس أبعاداً خطيرة للتدخل الإسرائيلي في الجغرافيا السياسية للمنطقة. وأكدت الصحيفة، في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن كيان الاحتلال يدرس بشكل جدي الاعتراف بما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من دولة الإمارات، في مسار يهدف إلى منح شرعية سياسية لكيانات وفصائل مرتبطة بأدوات العدوان في اليمن.
وأوضحت “معاريف” أن هذا التوجه يأتي في إطار سعي الاحتلال إلى بناء ما وصفته بـ“تعاون استراتيجي” على امتداد سواحل البحر الأحمر، لمواجهة العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، والتي نجحت خلال العامين الماضيين في فرض حصار بحري فعّال على الاحتلال، تزامناً مع حرب الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ولفتت الصحيفة إلى أن الاحتلال يرى في شرعنة الفصائل الممولة إماراتياً فرصة لإيجاد موطئ قدم عسكري واستخباراتي مباشر على السواحل اليمنية المشرفة على مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية العالمية.
وفي السياق ذاته، نقلت “القناة 12” العبرية إشارات واضحة إلى التحذيرات التي أطلقها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والتي اعتبرتها القناة عاملاً كابحاً للأطماع الصهيونية في منطقة القرن الأفريقي. وأشارت إلى أن السيد القائد شدد على رفض اليمن القاطع لأي انتهاك لسيادة جمهورية الصومال الشقيقة، مؤكداً أن أي وجود عسكري أو استخباري صهيوني على الأراضي الصومالية يُعد هدفاً عسكرياً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية، باعتباره تهديداً مباشراً لأمن اليمن والمنطقة بأسرها.
وتعكس هذه التقارير العبرية، وفق مراقبين، اتساع دائرة التحركات الإسرائيلية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، ومحاولات ربط ملفات اليمن والصومال وغزة ضمن استراتيجية واحدة تهدف إلى تطويق قوى المقاومة وتأمين المصالح الصهيونية في الممرات البحرية الحيوية، وسط تحذيرات متصاعدة من تداعيات هذه السياسات على أمن واستقرار المنطقة.