ضباط وجنرالات بريطانيون سابقون يضغطون على حكومة لندن لوقف التعاون العسكري مع الاحتلال


في تطور لافت يعكس تصاعد الانتقادات داخل الأوساط البريطانية، دعا عسكريون بريطانيون سابقون، من بينهم جنرالات متقاعدون وضباط كبار، رئيس الوزراء كير ستارمر إلى قطع العلاقات العسكرية مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، محذرين من أن استمرار هذا التعاون يضع بريطانيا أمام مخاطر قانونية وأخلاقية جسيمة. ونقلت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية أن هذه الدعوة جاءت في رسالة رسمية وجّهها المسؤولون العسكريون السابقون إلى ستارمر، أكدوا فيها أن وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة لا يبرر العودة إلى علاقات عمل طبيعية مع حكومة الاحتلال.
وطالبت الرسالة بفرض حظر كامل على تصدير الأسلحة إلى «إسرائيل»، وتعليق جميع أشكال التعاون مع شركات الدفاع المرتبطة بها، إضافة إلى توسيع نطاق العقوبات المفروضة، معتبرة أن أي استمرار في التعاون العسكري يشكل تواطؤاً غير مباشر مع الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين. وأشار الموقعون إلى أن الاستخدام العشوائي للذخائر من قبل جيش الاحتلال أدى إلى خسائر بشرية فادحة في صفوف المدنيين، مؤكدين أن كثيراً من هذه الخسائر كان من الممكن تفاديها.
وشددت الرسالة على أن الأدلة المتعلقة بجرائم الحرب، وفق وصفها، موثقة بشكل جيد ومقنعة إلى حد يفرض على الحكومة البريطانية اتخاذ قرار فوري بوقف جميع أشكال التعاون العسكري مع «إسرائيل»، تفادياً لمواجهة اتهامات محتملة بالتواطؤ في هذه الجرائم. كما دعت إلى تعليق عمليات نقل التكنولوجيا العسكرية، وعدم استخدام الطائرات التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني أو المستأجرة منه في أي مهام يمكن أن تخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي هذه الدعوة في ظل تصاعد الضغوط السياسية والشعبية داخل بريطانيا لمراجعة الموقف الرسمي من العدوان على غزة، وسط مطالب متزايدة بمواءمة السياسات الحكومية مع القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، ما يضع حكومة ستارمر أمام اختبار سياسي وأخلاقي معقد في المرحلة المقبلة.