قائد الثورة يؤكد حتمية المواجهات القادمة مع العدو الإسرائيلي
جدّد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي التأكيد على أن الجولات القادمة مع العدو الإسرائيلي أمر حتمي لا لبس فيه، داعيًا الأمة إلى البقاء في حالة يقظة دائمة أمام ما وصفه بمخططات واضحة ومعلنة تستهدف المنطقة بأكملها تحت عناوين مضللة، أبرزها ما يُسمى بـ“تغيير الشرق الأوسط”. وأوضح في كلمته بمناسبة جمعة رجب 1447هـ أن هذا “التغيير” لا يعني سوى إحكام السيطرة الكاملة على شعوب المنطقة وإخضاعها لمشروع “إسرائيل الكبرى”، معتبرًا أن القبول بهذه المعادلة يمثل كارثة كبرى تمس الدين والكرامة والسيادة.
وأكد السيد القائد أن المشروع الأمريكي–الإسرائيلي يسعى لترسيخ معادلة الاستباحة الشاملة، بحيث تصبح دماء وأعراض وأراضي وثروات الأمة ومقدساتها مباحة للعدو الإسرائيلي دون أي رد فعل، محذرًا من خطورة الدور الذي تقوم به قوى النفاق في تهيئة هذا الواقع وتطبيعه، وصولًا إلى جعل القتل اليومي والانتهاكات المتواصلة أمرًا مقبولًا أو معتادًا. وأشار إلى أن ما يجري في فلسطين ولبنان وسوريا يتم بدعم أمريكي وغربي مباشر، وأن آلة القتل الصهيونية لم تتوقف يومًا عن استهداف الشعب الفلسطيني بالقتل والاختطاف والتنكيل.
وتوقف قائد الثورة عند الانتهاكات اليومية بحق المسجد الأقصى، والتعذيب الممنهج للأسرى الفلسطينيين داخل سجون العدو، مستنكرًا ما وصفه بتفنن الاحتلال في الإجرام، بما في ذلك مقترحات وحشية تتعلق بالمعتقلين، إلى جانب جرائم التهجير وهدم المنازل والنهب في الضفة الغربية، واستمرار سياسة تجويع قطاع غزة ومنع دخول الغذاء والدواء والخيام والمساكن المؤقتة، في خرق متواصل لأي التزامات إنسانية أو اتفاقات معلنة.
وأشار إلى نهب العدو الإسرائيلي لثروات فلسطين، مؤكدًا أن المؤلم هو تحوّل بعض الأنظمة العربية إلى زبائن لشراء هذه الثروات المنهوبة، معتبرًا أن صفقات شراء الغاز المسروق تمثل خطيئة أخلاقية ودينية، فضلًا عن كونها تهديدًا للأمن القومي في المنطقة. كما لفت إلى سعي الاحتلال للسيطرة على المياه في دول مجاورة، والتحكم بها كورقة ابتزاز سياسي واقتصادي.
وفي سياق أوسع، قارن السيد القائد بين ما يمارسه الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة وما يقوم به الأمريكي في دول أخرى كفنزويلا، معتبرًا أن نهب الثروات ورفع عناوين زائفة مثل “مكافحة المخدرات” ليست سوى ذرائع للهيمنة والسيطرة، مؤكدًا أن هذه القوى لا تلتزم بأي مواثيق أو قوانين، وتعتمد سياسة البلطجة والطغيان العلني.
وانتقد الأصوات التي تهاجم سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان، معتبرًا أن الهدف الحقيقي هو تجريد الأمة من أي وسيلة تحميها من العدوان، في حين يُسمح بالسلاح فقط لمن يخضع للمشروع الأمريكي–الإسرائيلي ويوظفه ضد شعوب المنطقة نفسها. واستشهد بالنموذج السوري، حيث تُمنع أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي، بينما يُستخدم السلاح لإشعال الفتن الداخلية، في مشهد يعكس بوضوح طبيعة المخطط وأدواته.
كما كشف عن استمرار الجسر الجوي الأمريكي لتزويد كيان الاحتلال بمخازن السلاح والقنابل والصواريخ، مؤكدًا أن هذا الدعم الهائل يعكس استعدادًا واضحًا لمراحل تصعيد جديدة، تتزامن مع حرب ناعمة تستهدف الوعي والهوية، وتصعيد الإساءات للمقدسات وعلى رأسها القرآن الكريم.
واختتم قائد الثورة بالتشديد على أن المرحلة المقبلة تتطلب وعيًا وتعبئة مستمرة، مؤكدًا أن العدو يُعد لجولات جديدة ويعلن ذلك صراحة، وأن المواجهة لم تعد عسكرية فقط، بل فكرية وثقافية وإعلامية، وأن الغفلة في مثل هذا الظرف تمثل خطرًا وجوديًا على الأمة بأسرها.