جاهزية شاملة ورسالة تحدٍ: قائد الثورة يؤكد أن اليمن في حالة إعداد دائم للجولة القادمة
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الشعب اليمني يعيش حالة استعداد شاملة ومتواصلة، يتحرك فيها بوعي وانتماء وروح إيمانية أصيلة، استعدادًا للجولة القادمة مع الأعداء، مشددًا على أن هذا التحرك ينطلق من توجيهات الله وتعاليم القرآن الكريم، ويترجم عمليًا في الإعداد والبناء والتجهيز والتدريب والتأهيل على مختلف المستويات. وأوضح في كلمته بمناسبة جمعة رجب 1447هـ أن أنشطة التعبئة العامة مستمرة في كل مساراتها، إلى جانب الفعاليات الشعبية والوقفات الجماهيرية، في إطار المسؤولية الإيمانية وتحقيق تحصين داخلي يحبط محاولات الاختراق والاستهداف.
وأشار السيد القائد إلى أن حالة اليقظة الدائمة والروح الجهادية العالية تمثلان عنصر الحماية الحقيقي لليمن، مؤكدًا أن الواقع يكشف بوضوح حجم الإجرام والعدوان والحقد الذي يحمله الأعداء، والذي بلغ حد استهداف الأطفال والنساء وكل فئات المجتمع، ما يستدعي وعيًا متواصلًا واستعدادًا لا ينقطع، ليس فقط لمواجهة ما هو قائم، بل لما هو قادم أيضًا. ولفت إلى أن الشعب اليمني سجّل موقفًا فريدًا على مستوى العالم من خلال الخروج الشعبي المليوني رفضًا للإساءات للقرآن الكريم، في تعبير صادق عن الارتباط بالمقدسات والثبات على الموقف الإيماني.
وتوقف قائد الثورة عند الدور البارز للعلماء والأنشطة العلمائية التي شهدتها مختلف المحافظات، إضافة إلى الحراك الواسع في الجامعات والمدارس والشارع العام، رجالًا ونساءً، حيث نُفذت مئات المسيرات والوقفات، إلى جانب الوقفات القبلية المسلحة التي عبّرت عن العزة الإيمانية والأصالة المتجذرة في المجتمع اليمني. واعتبر هذه الوقفات ركيزة أساسية في البنية الاجتماعية، تجسد الثبات الإيماني والجاهزية في مواجهة التحديات، بالتوازي مع جهود الحفاظ على الاستقرار الداخلي والتصدي لمحاولات الاختراق الأمني عبر وعي المجتمع ويقظة الأجهزة المختصة.
وأشاد السيد القائد بجهود الإعلاميين الذين يخوضون معركة الوعي في واحد من أخطر ميادين المواجهة، مؤكدًا أن مسارات الاستعداد العسكري، بما فيها التصنيع والتطوير، ماضية بثبات، في إطار توجه إيماني أصيل يسعى لترسيخ الهوية الإيمانية لدى كل فئات المجتمع، من الشباب إلى الكبار، وبما يعزز الثبات في نصرة الشعب الفلسطيني. وأكد أن العمل للاستعداد للجولة القادمة يجري ليلًا ونهارًا، انطلاقًا من إدراك واعٍ لما يخطط له الأعداء، ورفضًا لحالة الغفلة أو التجاهل التي لا تليق بأمة تنتمي للقرآن والإيمان.
وربط قائد الثورة بين رمزية جمعة رجب وبين العدوان الأمريكي الداعم للكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة بذلت كل ما لديها من قوة وسلاح لمحاولة إيقاف إسناد اليمن لغزة، لكنها فشلت في ذلك، سواء عبر القصف الجوي أو البحري أو مختلف أشكال العمليات العسكرية. وأكد أن العمليات العسكرية اليمنية استمرت حتى إعلان وقف إطلاق النار، وأن الأمريكي لن يتمكن مستقبلًا من منع هذا المسار، لأن السلاح الذي تمتلكه اليمن هو سلاح أمة متوكلة على الله، تنطلق من رؤية قرآنية وأخلاقية وقيمية راسخة.