من غزة إلى حيفا.. الإمارات تمدّ الكيان بالحديد والغطاء السياسي
من غزة إلى حيفا.. الإمارات تمدّ الكيان بالحديد والغطاء السياسي
تقرير ـ هاشم الأهنومي
لم تكن الحرب على غزة مجرد صواريخ وبوارج ودمار يقتلع البيوت من جذورها.. كانت هناك طبقة أخرى، أكثر خطورة، وأكثر هدوءاً: شبكة مصالح عربية تحمي العدو الصهيوني من الخلف، لا بصواريخ، بل بخطط اقتصادية وسياسية وصمت دبلوماسي.
تحت الدخان الذي ملأ السماء، كانت هناك مكالمات سرية، توقيعات، وخطوط حديدية تُبنى في الخفاء.. الدم يُكتب على جدران غزة، والحديد يُمد تحت الأرض ليصل التجارة الخليجية إلى أحضان ’’تل أبيب’’.
المكالمة التي أنقذت ’’نتنياهو’’
في 29 أكتوبر 2024، لم تكتفِ أبوظبي بمتابعة الأحداث عن بعد، بل كانت تصنعها.. مكالمة سرية بين الطاغية محمد بن زايد ورئيس وزراء العدو الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو جاءت في لحظة حرجة، حين كانت ’’إسرائيل’’ تواجه مذكرات اعتقال دولية، ضغوطاً لوقف توريد السلاح، وانهياراً محتملاً للمؤسسة السياسية.. الإمارات تدخلت بصمت، لكنها بوضوح، لتمنح المجرم نتنياهو الأكسجين السياسي للبقاء في سدة القرار واستمرار العدوان دون قيود.. لم يكن التدخل تصريحاً رسمياً، بل دعمًا دبلوماسياً ومالياً، شبكة نفوذ وغطاء سياسي أمني مكن العدو من المناورة داخل واشنطن واستكمال حربه الإجرامية على غزة دون عراقيل ملموسة.
حرب على الأرض وحماية في واشنطن
الوثائق التي نشرتها صحيفة هآرتس تكشف تنسيقاً محكماً بين المجرم نتنياهو ومراكز النفوذ الأميركية، تشمل مكالمات واجتماعات مكثفة مع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام ورئيس مجلس النواب مايك جونسون، لدفع الكونغرس لاستمرار الشحن العسكري للكيان.. لكن هذه التحركات لم تكن لتنجح بهذه السلاسة دون الدور الإماراتي، الذي استخدم علاقاته الاقتصادية والسياسية واللوبيات في الولايات المتحدة لتأمين غطاء سياسي للإرهاب الصهيوني.. غزة تحترق، والمجرم ينجو، مدعومًا بغطاء دبلوماسي ومالي من أبوظبي، بينما الأطفال يموتون تحت الركام.
قطارٌ يعبر فوق أنقاض غزة
لم يقتصر الدور الإماراتي على المكالمات والدعم السياسي، بل امتد إلى مشروع اقتصادي-استراتيجي خطير: إنشاء سكة حديد تربط الإمارات بالكيان الصهيوني مروراً بالسعودية والأردن، تصل إلى ميناء حيفا.. زيارة سرية للوزيرة الصهيونية ميري ريغيف إلى أبوظبي كشفت عن استكمال الإجراءات لإنشاء هذا الخط، الذي يربط الهند بالإمارات ثم بالكيان المجرم، لتصبح حركة البضائع أكثر سهولة وتدفقاً.. قبل اندلاع عملية “طوفان الأقصى”، كان المشروع قد قطع شوطًا كبيرًا نحو التنفيذ، مع إدارة مشتركة إماراتية–صهيونية للإشراف على حركة القطارات والبضائع، وضمان انسيابية العبور.
المفارقة الأخطر: المشروع لا يقتصر على التجارة فقط، بل يخطط لنقل الطاقة والإنترنت عبر نفس المسار، ليصبح هذا القطار مشروعا استراتيجياً متكاملاً لدعم العدو من الناحية الاقتصادية والتكنولوجية، في الوقت الذي تتعرض فيه غزة للحصار والقصف.
الإمارات لا تراقب العدو.. بل تبنيه
بينما ينام أطفال غزة على الركام، كانت الاجتماعات في أبوظبي تبحث كيفية تيسير وصول البضائع، تخفيف الإجراءات على الشاحنات، ونقل الكهرباء والاتصالات إلى الأراضي المحتلة.. لم يعد التطبيع مجرد اتفاقيات سياسية، بل أصبح تحالفاً اقتصادياً وأمنياً متكاملاً، يبني للكيان مساراً استراتيجياً على حساب حياة الفلسطينيين.
خط الحديد.. ثمن حياة غزة مقابل بقاء الكيان
الوثائق والإفصاحات عن وسائل الإعلام العدو تكشف الحقيقة كاملة: مكالمة لإنقاذ المجرم نتنياهو، مشروع قطار يربط الخليج بحيفا، دعم دبلوماسي وسياسي مستتر، كل ذلك بينما غزة تُقصف ويُسفك دم الأبرياء.. لم يعد التطبيع مجرد كلام، بل أصبح سككاً حديدية ومعابر اقتصادية حقيقية.. غزة التي تحملت وحدها الموت والدمار، تستحق أن تُقال عنها الحقيقة كاملة: بينما كانت المقاومة تقاتل، كان خط الحديد يُمد نحو العدو، بينما كانت الأمهات تبكي شهداءها، كانت الإمارات تبني للعدو الإسرائيلي طريق حياة.
موقع 21 سبتمبر.