في ذكرى الاستقلال… متقاعدو عدن يشعلون شرارة “انتفاضة كبرى” للمطالبة بحقوقهم
تتواصل حالة الاحتقان في مدينة عدن مع خروج عشرات المتقاعدين العسكريين والمدنيين، اليوم الخميس، في تظاهرة غاضبة أمام قصر معاشيق، المقر الرئيس للحكومة التابعة للتحالف، مطالبين بصرف رواتبهم المتوقفة منذ يونيو الماضي، في احتجاجات تعبّر عن معاناة تمتد لأشهر في ظل أوضاع معيشية خانقة.
ورفع المحتجون لافتات تندد باستمرار حرمانهم من حقوقهم المالية، مؤكدين أن رواتبهم تشكل مصدر الدخل الوحيد لكثير من الأسر، وأن التأخير غير المبرر عمّق معاناتهم وفاقم شعورهم بالظلم والإقصاء.
وتأتي هذه التظاهرة كفصل جديد من التصعيد، بعد إعلان المتقاعدين اعتصامًا مفتوحًا أمام بوابة القصر منذ الإثنين الماضي، مع تأكيدات بأن الأحد المقبل سيشهد “انتفاضة كبرى” إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم، في خطوة تحمل رسائل قوية للحكومة وتعبّر عن نفاد صبر شريحة واسعة عانت طويلاً من الإهمال.
ويتزامن هذا التصعيد مع اقتراب الذكرى الـ 58 للاستقلال في 30 نوفمبر 1967، ما يمنح الاحتجاجات طابعًا رمزيًا عميق الدلالة، وكأن المتقاعدين يعيدون التذكير بأن من قاتلوا لأجل الحرية والكرامة، هم اليوم أول من تُسلب حقوقهم الأساسية.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي تجاهل هذه المطالب إلى انفجار موجة غضب أوسع، خاصة مع تدهور الخدمات العامة واستمرار التأخير في صرف المستحقات، في وقت باتت فيه العدالة الاجتماعية مطلبًا لا يمكن تأجيله.