أرقامٌ تنزف… غزة تكشف حصيلة جديدة لضحايا الإبادة وسط خروقات إسرائيلية متواصلة لاتفاق وقف النار


في يوم آخر يمرّ مثقلاً بالمجازر، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية إلى 240,740 ما بين شهيد ومصاب منذ 7 أكتوبر 2023، في مشهد يختصر عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع المحاصر منذ عامين من العدوان المتواصل.

البيان اليومي للصحة أوضح أن عدد الشهداء ارتفع إلى 69,775 شهيدًا إضافة إلى 170,965 مصابًا، بينما استقبلت المستشفيات خلال الساعات الـ24 الماضية 17 شهيدًا بينهم ثلاثة قضوا بعد نقلهم للمستشفيات، فيما جرى انتشال 14 شهيدًا من تحت أنقاض المنازل المدمرة. كما وصل 16 مصابًا في ظل ظروف إسعافية هي الأصعب منذ بداية الحرب، مع استمرار فقدان طواقم الإنقاذ القدرة على الوصول إلى العديد من المواقع المستهدفة.

وتكشف تفاصيل العدوان المستمر أن الاحتلال خرق اتفاق وقف النار – الذي دخل حيز التنفيذ في 11 أكتوبر 2025 – عشرات المرات، مخلفًا 345 شهيدًا و889 مصابًا منذ ذلك التاريخ فقط، في وقت تستمر فيه الغارات والقصف المدفعي وإطلاق الرصاص تجاه المدنيين.

وتشير التقارير الميدانية إلى وجود ضحايا عالقين تحت الركام وفي الطرقات، بعد أن فشلت طواقم الإسعاف والدفاع المدني في الوصول إليهم بسبب تدمير البنية التحتية ومنع الاحتلال دخول معدات الإنقاذ الثقيلة التي نصّ الاتفاق على السماح بها.

وبينما تماطل إسرائيل في إدخال الآليات المطلوبة لرفع آلاف الأطنان من الأنقاض، خصصت معدات محدودة فقط للبحث عن جثامين أسراها المحتجزين في غزة، في الوقت الذي يواجه فيه آلاف الفلسطينيين مصيراً مجهولاً. وقدّر المكتب الإعلامي الحكومي عدد المفقودين بنحو 9500 فلسطيني، إما تحت الأنقاض أو في عداد المجهولين.

ومع غياب أي التزام حقيقي من جانب الاحتلال ببنود وقف إطلاق النار، تتواصل معاناة الناس في غزة بشكل يومي، وسط انهيار كامل في النظام الصحي، وتفاقم الوضع الإنساني، وتزايد مخاوف أن تتسع الكارثة أكثر في ظل استمرار التهرب الإسرائيلي من مسؤولياته القانونية والإنسانية.