رصاص النوم وعبوات الظلام… تصاعد خطير للفوضى داخل معسكرات الفصائل في شبوة وحضرموت
في مشهد يعكس عمق الانقسام داخل الفصائل الموالية للتحالف السعودي-الإماراتي، تحولت محافظتا شبوة وحضرموت خلال الساعات الماضية إلى مسرح لجرائم صادمة تكشف تفكك المنظومة الأمنية وتحوّل المعسكرات إلى بيئة لتصفية الحسابات القبلية والمناطقية.
في شبوة، هزت حادثة مقتل المجند الحضرمي علي عبدالله باشرخيم الديني داخل معسكر يتبع فصائل “العمالقة” منطقة بيحان موجة غضب واسعة، بعد أن أُطلق عليه الرصاص وهو نائم بثلاث طلقات من أحد زملائه المنتمي لمحافظة الضالع. الاتهامات وجّهها ناشطون لقيادة المعسكر بالتستر على الجاني وحمايته، في وقت يطالب فيه أبناء حضرموت بإحالة القاتل إلى القضاء وسط شعور متزايد بالتمييز والاستهداف.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى، إذ قُتل قبل أيام مجند آخر من قوات “دفاع شبوة” برصاص زميله على خلفية ثأر قبلي قديم، ما يعكس مدى التفلت الأمني والانهيار داخل الفصائل المدعومة خليجيًا، والتي باتت تجمع خليطًا من النزاعات المناطقية دون أي ضوابط.
وفي حضرموت، عاشت مدينة تريم على وقع انفجار عنيف بعد محاولة اغتيال القيادي السلفي صالح الروساء عبر عبوة ناسفة زرعها مسلحون مجهولون قرب أحد المطاعم. الانفجار أثار الرعب بين السكان، فيما لم تتبنَّ أي جهة العملية حتى اللحظة، لتبقى الحادثة امتدادًا لحالة الفوضى الأمنية التي تضرب وادي حضرموت منذ سنوات.
وتُظهر هذه الأحداث المتسارعة كيف تحولت الفصائل الممولة من السعودية والإمارات إلى ساحات صراع داخلي، تُدار فيها الخلافات بالرصاص، في ظل غياب أي منظومة ضابطة أو مشروع واضح، ما يجعل مستقبل الأمن في المحافظات المحتلة أكثر قتامة مع توالي الانفجارات والاغتيالات.