علماء يحذرون: الإفراط في استخدام الملح قد يقصّر عمر الإنسان
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في “كلية الصحة العامة وطب المناطق الاستوائية” عن علاقة واضحة بين زيادة إضافة الملح إلى الطعام وخطر الوفاة المبكرة. الدراسة، التي شملت بيانات نحو 500 ألف بالغ من “البنك الحيوي في المملكة المتحدة”، وجدت أن الأشخاص الذين يضيفون الملح إلى أطباقهم بانتظام يرتفع لديهم خطر الموت المبكر بنسبة 28% مقارنة بمن لا يضيفون الملح.
وأظهرت النتائج أن الرجال في سن الخمسين قد يخسرون حوالي سنة ونصف من حياتهم بسبب هذه العادة، بينما تخسر النساء 2.28 سنة من عمرهن في المتوسط. الدراسة التي نُشرت في مجلة “European Heart Journal” تابعت المشاركين على مدى تسع سنوات بين 2006 و2010، مما يدل على التأثير البعيد المدى لسلوك تناول الملح.
البروفيسور لو تشي، الباحث الرئيسي، أشار إلى أن عادة إضافة الملح للطعام تمثل نسبة بين 6 و20% من استهلاك الملح الكلي في النظام الغذائي الغربي، وهو سلوك شائع يرتبط بتفضيل الطعم المالح. وأكد أن تقليل استهلاك الصوديوم قد يعود بفوائد صحية كبيرة.
كما أوضحت الدراسة أن تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات يمكن أن يخفف من هذا الخطر، حيث تحتوي على البوتاسيوم الذي يساهم في تقليل احتمال الوفاة المبكرة.
مع ذلك، نوهت الدراسة إلى ضرورة المزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج، خاصة أن المشاركين في “البنك الحيوي” هم متطوعون وقد لا يمثلون كامل السكان. كما أن الدراسة لم تحدد الكمية الدقيقة للملح المضافة.
من جانبها، أكدت البروفيسورة أنيكا روزنغرين من جامعة غوتنبرغ أهمية التوازن في استهلاك الصوديوم، مشيرة إلى أن تناول كميات منخفضة جداً قد يكون ضارًا أحيانًا. وأوصت بتركيز الجهود على الاكتشاف المبكر وعلاج ارتفاع ضغط الدم، مع أهمية تقليل الملح على مستوى المجتمع للحد من أمراض القلب والأوعية الدموية.
توصي هيئة “الخدمات الصحية الوطنية” في بريطانيا بعدم تجاوز ستة غرامات من الملح يومياً، أي ما يعادل ملعقة صغيرة.