المعجزات والإمدَادات الإلهية للطوفان المبارك


بقلم: نجيب الجمل
من أعظم معجزات طوفان الأقصى المبارك تُعتبر قدرة المقاومة -حماس وكل حركات المقاومة في غزة وفلسطين- على إخفاء الأسرى لمدة 740 يومًا في مساحة لا تتجاوز 360 كيلومترًا، واحدة من أبرز ما سجله التاريخ الحديث من ذكاء وبأس للمقاومة، حَيثُ انطلقت كُـلّ استخبارات العالم في البحث عنهم، ليلًا ونهارًا، من الأقمار الصناعية إلى أنظمة المسح الحراري والضوئي، ومن وحدات الرصد الخَاصَّة إلى الجواسيس والذكاء الاصطناعي.

تجمعت جميع أدوات المراقبة البشرية والتقنية، لكن -ورغم كُـلّ ذلك- باءت جهودهم بالفشل، وكان الحصول على الأسرى مرتبطًا بالمفاوضات بعد 740 يومًا من العجز.

فلماذا عجز الاحتلالُ الإسرائيلي وأجهزته عن النجاح؟؛ لأنهم لم يواجهوا تنظيمًا عاديًّا، بل نظام مقاومة عميق الجذور، يمتلك خبرة تمتد لعقود من الصراع والتخفي، ويتميز بتشابك بنيوي مذهل ودقة تنظيمية تُربك أجهزة الأعداء.

إن هذه المنظومة تعرف كيف ومتى تُخفي ومتى تُظهر، وكيف تُربك خصومها حين يظنون أنهم يسيطرون على مقاليد الأمور.

رغم كُـلّ التفوق التكنولوجي الموجود، فشلت كافة أدوات المراقبة أمام عقل مقاومة حماس وفلسطين الذي ينقش طريق الحرية بأظافره.

ولو وُجد لهذه المقاومة دعمٌ واحدٌ بجانب موقف اليمن، لكانت المعركة قد انتهت قبل أن تبدأ، ولكُتِبَ التاريخ بطريقة مختلفة.

تُعتبر الـ 740 يومًا من التحدي معجزة القرن التي ستظل تُدرَّس للأجيال.

أما عن الإمدَادات الإلهية للمقاومة في حماس وفلسطين، فقد عثروا على سفينتين حربيتين غارقتين في قاع بحر غزة منذ أَيَّـام الحرب العالمية الأولى، قبل أكثر من مئة عام.

احتوت تلك السفن على غرف محصّنة بأسلحة ومواد متفجرة، فاختبروها وجربوها واستخدموها بفعالية في معاركهم.

كما اكتشفوا تحت الأرض شبكة من مواسير المياه التي أنشأها اليهود لمستوطنيهم لسرقة مياه غزة، واستطاعت المقاومة سحبها وتحويلها إلى صواريخ متطورة فاقت توقعاتهم.

وبعد كُـلّ معركة، كانوا يجدون صواريخ إسرائيلية محمّلة بمواد متفجرة شديدة التدمير لم تنفجر، فيستخرجونها للاستفادة منها، وهي مواد لم يكن بإمْكَانهم الحصول عليها، لكن الله أرسلها لهم من الجو.

تتوالى الإمدَادات الإلهية من السماء، ومن قاع البحر، ومن أحشاء الأرض، مُعززةً صمودهم واستمرار مقاومتهم.

هو الله وقوة الله (إن تنصروا الله ينصركم) صدق الله العلي العظيم.